معاوية . قال : فمن استعمل ؟ قال : أبا الأعور الشى ، فهل عندك من حيلة لطيفة نتخلص بها من المكروه الذى أظلنا ؟ قال : نعر، اصنع له طعاما ولا ننظر له في كتاب حتى يأ كل ، ودعنا نفعل ما نريد. (قال : نعم).
فلما قدم عليه أبو الأعور وأخرج كتاب معاوية بتسليم العمل إليه ، قال له عمرو : وما نصنع بالكتاب ؟ لو جئتنا يرسالة قبلنا ذلك منك ، ضع الكتاب وكل . قال : انظر فى الكتاب . قال : ما أنا بناظر فيه حتى تأ كل . فوضعه الى جانبه وجعل يأ كل . فاستدار له وردان فأخذ الكتاب والعهد .
فلما فرغ أبو الأعور من غذائه ، طلب الكتاب فلم ير شيئا ، وقال ؟ أين كتابي ؟ قال له عمرو : أليس إنما جئتنا جائزا (1) لنحسن إليك ؟ قال : ستعملنى أمير المؤمنين وعزلك . قال : مهلا ، لا يظهرن هذا منك ، إنه قبيح . نحن نصلك و تحسن جائزتك . فرضى بالجائزة . وبلغ معاوية الخبر ، فاستضحك على فراشه وأقر عمرا على مصر .
وحكى المدائني أن عمرو بن معدى كرب ، هجم فى بعض غاراته على حارية شاية جميلة منفردة ، فلما أمعن لها (2) بكت . فقال لها : ما يبكيك ؟ قالت : أبكى والله لفراقى لبنات عم لى مثلى فى الجمال والشباب وأفضل ، خرجت معهن نلعب فانقطعنا عن الحى . قال : وأين هن ؟ قالت : خلف ذلك الجبل من الرمل ، ووددت أنك أخذتهن . فأخذها إلى ذلك الموضع الذى وصفت له ، فما شعر بشىء حتى هحم عليه فارس مستلئم بالسلاح (2) ، فقال : خل عن الظعينة . فأبيا عمرو . فعرض عليه المصارعة فصرعه الفارس ، ثم عرض
صفحة ١٠٢