لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح
محقق
الأستاذ الدكتور تقي الدين الندوي
الناشر
دار النوادر
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٥ هـ - ٢٠١٤ م
مكان النشر
دمشق - سوريا
تصانيف
فَإِنَّ التَّمَسُّكَ بِهَدْيهِ لَا يَسْتَتِبُّ إِلَّا بِالاِقْتِفَاءِ لِمَا صَدَرَ مِنْ مِشْكَاتِهِ،
ــ
لقد علم الحي اليمانون أنني ... إذا قلت أما بعد أنى خطيبها
وقال الشيخ: القول الأول أشبه وأثبت، وقد يجمع بين الأقوال بأن الأولية في الأول حقيقةٌ وفي البواقي إضافية، واللَّه أعلم.
وقوله: (فإن التمسك بهديه (١» الهدي بفتح الهاء وسكون الدال: الطريقة والسيرة، وكذا الهدْية بكسر الهاء وفتحها، يقال: هدى هدي فلان؛ أي: سار سيرته.
وقوله: (لا يستتب) أي: لا يستقيم ولا يستمر، وفي (الصحاح) (٢): استتب له الأمر؛ أي: تهيأ واستقام واستمر، كذا في (النهاية) (٣).
وقوله: (إلا بالاقتفاء لما صدر من مشكاته) المشكاة: كوّة في الجدار غير نافذة يوضع فيها المصباح، وفي (الصراح) (٤): مشكاة: سوراخ ناكَذاره كه جراغ دروي نهند، شبّه صدره ﷺ بالمشكاة التي فيها مصباح، وهو قلبه المنوَّر بنور اللَّه، أو شبّه قلبه بالزجاجة التي كالكوكب الدري، واللطيفةَ القدسية المنوِّرة لقلبه بالمصباح، حتى يوافق بقوله سبحانه: ﴿مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ﴾ الآية [النور: ٣٥]، فافهم.
(١) أَي: التَّشَبُّثَ وَالتَّعَلُّقَ بطَرِيقه ﵊، وَيحْتملُ أَنْ يَرْجِعَ الضَّمِيرُ فِي "هَدْيِهِ" إِلَى اللَّهِ تَعَالَى، وَالْمُرَادُ بِهَدْيِهِ تَوْحِيدُهُ. "مرقاة المفاتيح" (١/ ١٠). (٢) "الصحاح" (١/ ٢٠٨). (٣) انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" (١/ ٤٦٥). (٤) (ص: ٥٦٨).
1 / 140