وقوله: «قرية قفرى.» هكذا بالقصر كأنها مؤنث قفران على حد سكرى وسكران، وفي كلام غيره قفراء بالمد مثال حمراء، وكلاهما غلط. وإنما يقال: بلدة قفر بترك التأنيث، وإن شئت قلت: قفرة بالتاء.
وقوله: «صفار البيض.» أي: ما في باطنه من المح الأصفر، وكأنه من التسمية بالمصدر على ما هو في لغة العامة؛ فإنهم يقولون: الصفار والخضار وغير ذلك قياسا على السواد والبياض. ومن الغريب أن مثل هذا وقع في شعر لمجير الدين بن تميم، وهو قوله:
حبيبي وعدت الكأس منك بقبلة
وأعقب ذاك الوعد منك نفار
وما كان هذا لونها غير أنها
علاها لطول الإنتظار صفار
4
وقول الآخر: «رضوا بتوزيع النفقات بما فيه العضوان القبطيان.» ولينظر ما معنى هذه الكلمات الأخيرة.
وقوله: «حصل التنبيه على الموظفين بعدم إعطاء الأخبار.» أي: أمروا بذلك، ولم ينقل استعمال التنبيه بهذا المعنى، وإنما هو من كلام العامة.
وقول الآخر: «لا يصلح أن يؤخذ حجة طالما أن كتب اللغة لم تحط بكل الألفاظ.» يريد ما دامت كتب اللغة لم تحط، فجعل طالما ظرفا، وهي من قبيح أغلاط العامة.
صفحة غير معروفة