ويقولون: هو موشك على الموت يستعملونه بمنزلة مشرف، ومنهم من يقول: أوشك السقوط؛ أي: قاربه؛ فينصبون بعده مفعولا به، وكلاهما غير الصواب؛ لأن هذا الفعل لا يستعمل بعده إلا المضارع منصوبا بأن في الغالب؛ تقول: أوشك فلان أن يفعل كذا، ولا يبنى منه اسم للفاعل في المشهور. وأما أوشك المتعدي فسمع بمعنى أسرع، يقال: أوشك فلان الخروج، وليس من الباب الذي نحن فيه.
ويقولون: فعل ذلك في شبوبيته قياسا على الطفولية والرجولية، وهو غير منقول عنهم، والصواب الشباب والشبيبة.
ويقولون: هذا أمر هام بصيغة الثلاثي لا يكادون يخرجون عنها في الاستعمال، والأفصح مهم بالرباعي، وعليه اقتصر في الصحاح والأساس.
ويقولون: جاء بعدد ينوف على كذا؛ أي: يزيد، والصواب ينيف؛ من أناف الرباعي، ويقال أيضا: ينيف بالتشديد.
ومن هذه المادة يقولون: نيف وعشرون دينارا، فيقدمون النيف والمسموع تأخيره، يقال: عشرون ونيف، ومائة ونيف.
ويقولون: رجل مفسود السيرة، وقد انفسد، وكلاهما خطأ؛ لأن فسد لازم؛ فلا يصاغ للمجهول، ولا يبنى منه مطاوع. وقد مثل هذا للحريري في مقامته الحجرية، حيث يقول: أما إنك لو ظهرت على عيشي المنكدر لعذرت في دمعي المنهمر. قال الشارح: قوله: المنكدر؛ أي: المتغير، والكدرة ضد الصفاء. ا.ه. قال في لسان العرب: انكدر يعدو أسرع وانكدر عليهم القوم: إذا جاءوا أرسالا حتى ينصبوا عليهم، وانكدرت النجوم: تناثرت، وجاء في الأساس: انكدر الطائر بمعنى انقض، لم يحكوا فيه غير ذلك.
ويقولون: جاء فلان خلوا من المال، فيشددون الواو، وصوابه خلو بكسر الخاء وسكون اللام، وهو بمعنى الخالي.
ويقولون: بين الرجلين عدوان؛ أي: عداوة ولا يأتي العدوان بهذا المعنى، وإنما هو مصدر عدا عليه بمعنى اعتدى.
ويقولون: هذا الأمر يحدو بي إلى كذا؛ أي: يسوقني إليه، فيعدون الفعل إلى الشخص بالباء وإلى الأمر بإلى والصواب تعديته إلى الأول بنفسه؛ لأن أصله من حدو الإبل، وهو سوقها بالغناء، والمسموع في الثاني أن يعدى الفعل إليه بعلى ذهابا إلى تضمينه معنى حمل، كما يقال: بعثه على كذا، وإن كان المعنى يحتمل الحرفين جميعا.
ويقولون: بينهما شراكة في كذا، يبنونه على فعالة، وإنما هو من الألفاظ العامية، والصواب شركة بفتح فكسر، وشركة بكسر فسكون.
صفحة غير معروفة