أهو ذلك الدين الذي يتمثله ناس في الصلاة والصيام، واصطناع شمائل النساك؟
لا، لا.
الدين الذي يبني الأمم، هو الدين الذي يهتم أهله أولا وقبل كل شيء بالفضائل الإيجابية.
لا يكفي أيها الناس أن تصلوا وتصوموا، وترسلوا لحاكم، وتكثروا من التسبيح، فهذه فضائل، ولكنها في روحها فضائل فردية.
إن الدين الذي يسند الاستقلال هو الدين الذي صوره الرسول حين قال: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا.»
الدين الذي يصون الاستقلال، هو الدين الذي يوحي إليك بأن تكون عون أخيك في المغيب، هو الدين الذي يفرض عليك الإيمان بأن عرض أخيك هو عرضك، وماله مالك، وهواه هواك.
هو الدين المضمخ بالنفحات الشعرية الذي يوجب عليك أن تفرح لفرح أخيك، وأن تحزن لحزنه، وإن تقطعت بينك وبينه الأسباب.
هو الدين الذي صوره شوقي حين قال:
مقدونيا، والمسلمون عشيرة
كيف الخئولة فيك والأعمام
صفحة غير معروفة