وأدوات القصر إلا إنما = عطف وتقديم كما تقدما أقول: للقصر طرق منها النفي والاستثناء بإلا أو بغيرها نحو إن أنت إلا نذير ومنها إنما لتضمنها معنى ما قبلها نحو إنما زيد عالم ومنها العطف نحو جاء زيد لا عمرو ومنها تقديم ما حقه التأخير نحو العالم صحبت ومنها غير ذلك كتعريف الطرفين نحو زيد العالم واقتصر المصنف على هذه الأربعة لشهرتها وطرق الحصر مختلفة في وجوه منها أن التقديم يفيد بالفحوى أي بمفهوم الكلام بمعنى أن الذوق السليم إذا تأمل فيه فهم القصر وإن لم يعرف إصطلاح البلغاء في ذلك والبواقي تفيده بالوضع لأن الواضع وضعها لمعان تفيد الحصر ومنها غير ذلك مما هو في المطولات
(1) سقط من الأصل ص 113.
قال: الباب السادس: في الإنشاء
ما لم يكن محتملا للصدق = والكذب الإنشا ككن بالحق
أقول: الإنشاء مركب لا يحتمل الصدق والكذب كاستقم فما الواقعة على المركب جنس ولم يكن الخ فصل مخرج للخبر وهو ما احتمل الصدق والكذب لذاته كالخبر في الإستقامة فقوله ككن بالحق مثال بعد تمام التعريف والحق اسم من أسمائه تعالى ومعناه الثابت الذي لا يعتريه زوال أي كن بمولاك في جميع حركاتك وسكناتك لعلك تنتظم في سلك المقبولين.
قال:
والطلب استدعاء ما لم يحصل = أقسامه كثيرة ستنجلي
أمر ونهي ودعاء وندا = تمن استفهام أعطيت الهدى
أقول: قسم الإنشاء إلى طلب وإلى غيره فالطلب استدعاء غير حاصل أي طلب حصول غير حاصل وقت الطلب لأن طلب حصول الحاصل محال كالأمر والنهي وغير الطلب إنشاء ليس فيه استدعاء حصول كأفعال المدح والذم نحو نعم وبئس والمقصود هنا الأول وأقسامه كثيرة ذكر المصنف منها ستة: الأول الأمر وهو طلب الفعل نحو أقيموا الصلاة.
الثاني النهي وهو طلب الكف عن الفعل نحو لا تقربوا الزنا.
صفحة ٧١