وقوله أقسامه الخ: يعني أن المجاز ينقسم إلى أربعة أقسام باعتبار طرفيه لأنهما إما حقيقتان لغويتان، أو مجازان، أو المسند إليه حقيقة والمسند مجاز، أو عكسه، مثال الأول: أنبت الربيع البقل، ومثال الثاني: أحيا الأرض شباب الزمان، لأن المراد بإحيائها نضارتها بأنواع الرياحين والنبات والإحياء في الحقيقة إعطاء الحياة، وهو صفة تقتضي الحس والحركة، وكذلك المراد بشباب الزمان زمان ازدياد قواها النامية، وهو في الحقيقة عبارة عن كون الحيوان في زمان كون حرارته الغريزية مشبوبة: أي قوية مشتعلة، ومثال الثالث أحيا الأرض الربيع، ومثال الرابع: أنبت البقل شباب الزمان ، ومراد المصنف بالنوعين الحقيقة والمجاز، وبالجزأين المسند إليه والمسند، واختلف في المجاز العقلي، وفي المفرد هل وقعا في القرآن أم لا؟ فذهب قوم إلى الأول، وآخرون إلى الثاني، والصحيح الأول، وهو مختار الأصل: قال تعالى وإذا تليت عليهم آياته زادتهم، يذبح أبناءهم، يوما يجعل الولدان شيبا، ويكون في الإنشاء كقوله تعالى يا هامان ابن لي صرحا، ولينبت الربيع ما شاء، وليصم نهارك ونحو ذلك قال:
ووجبت قرينة لفظية = أو معنوية وإن عادية
أقول: المجاز العقلي لابد له من قرينة، وهي ما دل على المراد لا بالوضع.
وهي إما لفظية كقولك: شيب رأسي توالي الهموم والأحزان ولكن الله يفعل ما يشاء
وإما معنوية، وهي أنواع:
كاستحالة قيام المسند بالمسند إليه عقلا نحو: محبتك جاءت بي إليك، لظهور استحالة قيام المجيء بالمحبة، لان العرض لا يقوم بالعرض.
صفحة ٣٨