مونيم :
واكرباه واعذاباه! وكيف يمكنني أن أقترن بمن لا أحبه ولا أرغب أن أراه! وأعيش بعيدة عمن أصبحت قتيلة هواه؟ منية القلب أكسيفار، صاحب البهجة والوقار، وقرة العيون، من أورثني الشجون، وحملني الوجد والغرام، وقيدني بسلاسل الهيام. أنا ألبست على فرناس الأمر، وخادعته بالتمويه والمكر، وأظهرت له حب أبيه، مع أني لا أرغبه ولا أشتهيه، وأسأل رب الأرض والسموات، أن يلحق فرناس بمتريدات، ويبقي لي حبيبي أكسيفار، الذي تخجل لحسنه الأقمار. متى أرى طلعته البهية، وأجتني بمحاسنه السنية؟ أكسيفار ... أكسيفار، آه أحرقتني النار! إلام أقاسي في هواه العنا! وما كنت أحصل على المنى! يا ترى عنده ما عندي من الغرام، أم هو في راحة من الهوى وأنا حليفة السقام. أنا الأسيفة الأسيرة، أنا المظلومة الكسيرة، التي حرمت أباها، والحبيب جفاها، ولوعها الزمان، في كل نكبة وهوان.
من مجيري من لظى نار الغرام
أو نصيري يا ترى بين الأنام
بان عني كل ما أرغبه
وعلاني كل قهر واصطدام
والدي غالته أيدي الظالمين
وحبيبي القاسي ما كان يلين
يا حياتي رق لي قلبي طعين
واشفه بالقرب يا نسل الكرام
صفحة غير معروفة