اللباب في علوم الكتاب
محقق
الشيخ عادل أحمد عبد الموجود والشيخ علي محمد معوض
الناشر
دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان
الإصدار
الأولى، 1419 هـ -1998م
" الله " مخصوص بالله تبارك وتعالى، وكذلك قولنا: " الإله " مخصوص به سبحانه وتعالى.
وأما الذين كانوا يطلقون اسم الإله على غير الله - تعالى - فإنما كانوا يذكرونه بالإضافة كما يقال: " إله كذا "، أو ينكرونه كما قال - تبارك وتعالى - عن قوم موسى - عليه السلام -: {اجعل لنا إلها كما لهم آلهة} [الأعراف: 138] .
فصل في خواص لفظ الجلالة
قال ابن الخطيب - رحمه الله تعالى -: " اعلم أن هذا الاسم مخصوص بخواص لا توجد في سائر أسماء الله تعالى.
فالأولى: أنك إذا حذفت الألف من قولك: " الله " بقي الباقي على صورة " الله " وهو مختص به سبحانه وتعالى، كما في قوله تعالى: {ولله ملك السموات والأرض} [آل عمران: 189] ، وإن حذفت من هذه البقية اللام الأولى بقيت البقية على صورة " له "؛ كما في قوله تبارك وتعالى: {له مقاليد السموات والأرض} [الشورى: 12] ، وقوله تعالى: {له الملك وله الحمد} [التغابن: 1] ، وإن حذفت اللام الباقية كانت البقية " هو " وهو - أيضا - يدل عليه سبحانه وتعالى؛ كما في قوله تعالى: {قل هو الله أحد} [الإخلاص: 1] وقوله: {لا إله إلا هو} [البقرة: 255] والواو زائدة؛ بدليل: سقوطه في التثنية والجمع فإنك تقول: هما، وهم، ولا تبقي الواو فيهما، فهذه الخاصية موجودة في لفظ " الله " - تعالى " غير موجودة في سائر الأسماء ، وكما [حصلت] هذه الخاصية بحسب اللفظ [فقد حصلت - أيضا - بحسب المعنى] ، فإنك إذا دعوت الله - تبارك وتعالى - بالرحمة فقد وصفته بالرحمة، وما وصفته بالقهر، وإذا دعوته بالعليم، فقد وصفته بالعلم، وما وصفته بالقدرة.
وأما إذا قلت: " يا الله "، فقد وصفته بجميع الصفات؛ لأن الإله لا يكون إلها إلا إذا كان موصوفا بجميع هذه الصفات، فثبت أن قولنا: " الله " قد حصلت له هذه الخاصية التي لم تحصل لسائر الأسماء.
الخاصية الثانية: أن كلمة الشهادة، وهي الكلمة التي بسببها ينتقل الكافر من الكفر إلى الإيمان، ولو لم يكن فيها هذا الاسم، لم يحصل الإيمان، فلو قال الكافر: أشهد أن لا إله
صفحة ١٤٤