61

اللباب في علوم الكتاب

محقق

الشيخ عادل أحمد عبد الموجود والشيخ علي محمد معوض

الناشر

دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان

رقم الإصدار

الأولى، 1419 هـ -1998م

والصواب الأول وهو أعرف المعارف [حكي أن سيبويه رؤي في المنام فقيل: ما فعل الله بك؟ فقال: خيرا كثيرا؛ لجعل اسمه أعرف المعارف] .

ثم القائلون باشتقاقه اختلفوا اختلافا كثيرا:

فمنهم من قال: أنه مشتق من " لاه - يليه "، أي: ارتفع، ومنه قيل للشمس: إلاهة - بكسر الهمزة وفتحها - لارتفاعها. وقيل: لاتخاذهم إياها معبودا، وعلى هذا قيل: " لهي أبوك " يريدون لله أبوك فقلت العين إلى موضع اللام، وخففه بحذف الألف واللام، وحذف حرف الجر.

وأبعد بعضهم، فجعل من ذلك قول الشاعر في ذلك: [الطويل]

(25 - ألا يا سنا برق على قلل الحمى ... لهنك من برق علي كريم)

فإن الأصل: " لله إنك كريم علي " فحذف حرف الجر، وحرف التعريف، والألف التي قبل الهاء من الجلالة، وسكن الهاء؛ إجراء للوصل مجرى الوقف، فصار اللفظ: " له " ثم ألقى حركة همزة " إن " على الهاء فبقي " لهنك " كما ترى، وهذه سماجة من قائله [وفي البيت قولان أيسر من هذا] .

ومنهم من قال: هو مشتق من " لاه - يلوه - لياها " [أي احتجب فالألف على هذين القولين أصيلة فحينئذ أصل الكلم لاه] " اللاه " ثم أدغمت لام التعريف في اللام بعدها؛ لاجتماع شروط الإدغام، وفخذمت لامه، ووزنه على القولين المتقدمين إما: " فعل " أو " فعل " بفتح العين وكسرها، وعلى كل تقدير: فتحرك حرف العلة، وانفتح ما قبله فقلب ألفا، وكان الأصل: ليها أو ليها أو لوها أو لوها.

ومنهم من جعله مشتقا من " أله " و " أله " لفظ مشترك بين معان، وهي: العبادة والسكون، والتحير، والفزع؛ قال الشاعر: [الطويل]

صفحة ١٣٨