32

اللباب في علوم الكتاب

والليل في بطن منحوت من الساج

لما كانت هذه الأشياء يكثر وقوعها في هذه الظروف، وصفوها بها مبالغة في ذلك، وهو مذهب حسن مشهور في كلامهم.

و " اليوم " لغة: القطعة من الزمان، أي زمن كان من ليل ونهار؛ قال الله تبارك وتعالى:

والتفت الساق بالساق إلى ربك يومئذ

[القيامة:29 و30] وذلك كناية عن احتضار الموتى، وهو لا يختص بليل ولا نهار. وأما في العرف: فهو من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.

وقال الراغب: " اليوم " يعبر به عن وقت طلوع الشمس إلى [غروبها].

وهذا إنما ذكروه في النهار لا في اليوم، وجعلوا الفرق بينهما ما ذكرت، وقد يطلق اليوم على الساعة، قال تبارك وتعالى:

اليوم أكملت لكم دينكم

[المائدة: 3]، وربما عبر عن الشدة باليوم، يقال يوم أيوم؛ كما يقال: ليلة ليلاء. ذكره القرطبي رحمه الله تعالى. و " الدين " مضاف إليه أيضا، والمراد به - هنا - الجزاء؛ ومنه قول الشاعر: [الهزج]

55 - ولم يبق سوى العدوا

صفحة غير معروفة