اللباب في علوم الكتاب

ابن عادل ت. 880 هجري
194

اللباب في علوم الكتاب

بهمز " المؤقدين ".

وجاء بالأفعال الخمسة بصيغة المضارع دلالة على التجدد والحدوث، وأنهم كل وقت يفعلون ذلك.

وجاء ب " أنزل " ماضيا، وإن كان إيمانهم قبل تمام نزوله تغليبا للحاضر المنزول على ما لم ينزل؛ لأنه لا بد من وقوعه، فكأنه نزل من باب قوله:

أتى أمر الله

[النحل: 1]، بل أقرب منه؛ لنزول بعضه.

فصل فيما استحق به المؤمنون المدح

قال ابن الخطيب: إنه - تعالى- مدحهم على كونهم متيقنين بالآخرة، ومعلوم أنه لا يمدح المرء بتيقن وجود الآخرة فقط، بل لا يستحق المدح إلا إذا تيقن وجود الآخرة مع ما فيها من الحساب، والسؤال، وإدخال المؤمنين الجنة، والكافرين النار.

روي عنه - عليه الصلاة والسلام - أنه قال:

" يا عجبا كل العجب من الشاك في الله وهو يرى خلقه، وعجبا ممن يعرف النشأة الأولى ثم ينكر النشأة الآخرة، وعجبا ممن ينكر البعث والنشور، وهو [في] كل يوم وليلة يموت ويحيا - يعني النوم واليقظة - وعجبا ممن يؤمن بالجنة، ما فيها من النعيم، ثم يسعى لدار الغرور؛ وعجبا من المتكبر الفخور، وهو يعلم أن أوله نطفة مذرة، وآخره جيفة قذرة ".

[2.5]

صفحة غير معروفة