فإن قيل: قد يستعمل الريب في قولهم: " ريب الدهر " و " ريب الزمان " أي: حوادثه، قال تعالى:
نتربص به ريب المنون
[الطور: 30] ويستعمل أيضا فيما يختلج في القلب من أسباب الغيظ، كقول الشاعر: [الوافر]
115- قضينا من تهامة كل ريب
..................
قلنا: هذان يرجعان إلى معنى الشك، لأن من يخاف من ريب المنون محتمل، فهو كالمشكوك فيه، وكذلك ما اختلج بالقلب فهو غير متيقن، فقوله تعالى: { لا ريب فيه } المراد منه: نفي كونه مظنة للريب بوجه من الوجوه، والمقصود أنه لا شبهة في صحته، ولا في كونه من عند الله تعالى ولا في كونه معجزا. ولو قلت: المراد لا ريب في كونه معجزا على الخصوص كان أقرب لتأكيد هذا التأويل بقوله تعالى:
وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا
[البقرة: 23].
فإن قيل: لم تأت، قال ها هنا: " لا ريب فيه " وفي موضع آخر:
لا فيها غول
صفحة غير معروفة