111

اللباب في علوم الكتاب

محقق

الشيخ عادل أحمد عبد الموجود والشيخ علي محمد معوض

الناشر

دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان

الإصدار

الأولى، 1419 هـ -1998م

نحو: «ملك العرب، والعجم» ، ولأن الزيادة في البناء تدل على الزيادة في المعنى، كما تقدم في «الرحمن» ولأن ثواب تاليها أكثر من ثواب تالي «ملك» .

ومما رجحت به قراءة «ملك» ما حكاه الفارسي، عن ابن السراج، عن بعضهم: أنه وصف [نفسه] بأنه مالك كل شيء، بقوله: «رب العالمين» ، فلا فائدة في قراءة من قرأ «مالك» ؛ لأنها تكرار.

قال أبو علي: ولا حجة فيه؛ لأن في التنزيل مثله كثير، يذكر العام، ثم الخاص؛ نحو: {هو الله الخالق البارىء المصور} [الحشر: 24] .

وقال حاتم: «مالك» أبلغ في مدح الخالق، و «ملك» أبلغ في مدح المخلوق، والفرق بينهما: ان المالك من المخلوقين قد يكون غير ملك، وإذا كان الله - تعالى - ملكا كان مالكا [أيضا] واختاره ابن العربي.

ومنها: أنها أعم إذ تضاف للملوك وغير المملوك، بخلاف «مالك» فإنه لا يضاف إلا للمملوك كما تقدم، ولإشعاره بالكثرة، ولأنه تمدح تعالى - بقوله تعالى - «مالك الملك» ، وبقوله تعالى: {قل اللهم مالك الملك} [آل عمران: 26] ، وملكق مأخوذ منه [كما تقدم، ولم يمتدح ب «مالك الملك» بكسر الميم الذي «مالك» مأخوذ منه] .

وقال قوم: «معناهما: واحد؛ مثل: فرهين وفارهين، وحذرين وحاذرين» .

ويقال: الملك والمالك: هو القادر على اختراع الأعيان من العدم إلى الوجود، ولا يقدر عليه

صفحة ١٨٨