لباب الآداب
محقق
أحمد محمد شاكر
الناشر
مكتبة السنة
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٠٧ هـ - ١٩٨٧ م
مكان النشر
القاهرة
أُبْلُ الرجالَ إذا أردتَ إخاءهم ... وتوسَّمَنَّ فَعَالهم «١» وتفقَّدِ
فإذا «٢» ظفرتَ بذي الأمانة والتُّقى ... فَبِهِ اليَدَيْنِ- قريرَ عَيْنٍ- فاشْدُدِ
وإذا رأيتَ «٣» - ولا محالةَ- زلَّةً ... فعلى أخيك بفضلِ حِلْمِكَ فارْدُدِ
ثم قال: يا بني، وإذا أحببت حبيبًا فلا تفرط، وإذا أبغضت بغيضًا فلا تشطط، فإنه قد قال أمير المؤمنين رضوان الله عليه «٤»:
«أحبب حبيبك هو نامّا، عسى أن يكون بغيضك يومًا ما. وأبغض بغيضك هونًا ما، عسى أن يكون حبيبك يومًا ما «٥»» . وكن كما قال الشاعر [هدبة بن الخشرم العذري]:
وكنْ معقِلًا للخير، واصفحْ عن الخَنَى «٦» ... فإنك راءٍ- ما حييتَ «٧» - وسامعُ
وأحبِبْ- إذا أحببت- حبًا مقاربًا ... فإنك لا تدري متى أنت نازعُ
وأبغض- إذا أبغضت- بغضًا مقاربًا ... فإنك لا تدري متى الود «٨» راجع
وعليك- يا بني- بصحبة الأخيار وصدق الحديث، وإياك وصحبة الأشرار [فإنه عار] . وكن كما قال الدارمي:
صاحب «٩» الأخيار وارغب فيهم ... رُبَّ من صاحبته مثلُ الجَرَبْ
[ودَع الناس فلا تشتمهم، ... وإذا شاتمت، فاشتم ذا حسبْ
إن من شاتم وغدًا كالذي ... يشتري الصفرَ بأعيان الذهب]
1 / 25