لباب الآداب
محقق
أحمد محمد شاكر
الناشر
مكتبة السنة
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٠٧ هـ - ١٩٨٧ م
مكان النشر
القاهرة
وما في ملكتي وفاءٌ لشكرك، فإن قبلت الميسور، ورفعت عني مؤونة الاحتيال والاهتمام لما اتكلف من واجبك-: فعلت. فقال: يابن رسول الله، أقبل القليل، وأشكر العطية، وأعذر على المنع. فدعا الحسن- رضوان الله عليه- وكيله، وجعل يحاسبه على نفقاته حتى استقصاها ثم قال: هات الفاضل من الثلاثمائة ألف درهم، فأحضر خمسين ألفًا. قال: فما فعلت الخمس مائة دينارٍ؟
قال: هي عندي، قال: أحضرها، فأحضرت، فدفع الدراهم والدنانير إلى الرجل. وقال: هات من يحملها، فأتاه بحمالين، فدفع إليهم الحسن- رضوان الله عليه- ركاءه لكري الحمل، فقال له مواليه: والله ما بقي عندنا درهمٌ، فقال: لكني أرجو «١» أن يكون لي عند الله تعالى أجرٌ عظيمٌ.
عن محمد بن المنكدر عن أم ذرة «٢» - وكانت تخدم عائشة رضوان الله عليها- قالت: بعث ابن الزبير ﵀ إلى خالته أم المؤمنين عائشة رضوان الله عليها-: في غرارتين ثمانين ومائة ألف درهمٍ «٣»، فدعت بطبقٍ فجعلت تقسمه بين الناس، حتى فرغ، فلما أمست قالت: يا جارية، هاتي فطوري «٤»، فجاءت بخبز وزيت، فقالت لها أم ذرَّة: ما استطعت- فيما قسمت اليوم- أن تشتري لنا بدرهم لحمًا نفطر عليه؟! فقالت: لو كنت ذكّرتيني «٥» لفعلت!!
1 / 126