عش مع الخلفاء والملوك
الناشر
(بدون ناشر) (طُبع على نفقة رجل الأعمال الشيخ جمعان بن حسن الزهراني)
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٧ هـ - ٢٠١٦ م
تصانيف
قالت: "فما تريد أن تصنع؟ " قال: "أريد أن أدعهم وأذهب" (١)،
فكيف يستدل على خطأ الزبير ﵁، ولا يستدل على الإمامة الكبرى، لم يكن ذلك من الخليفة الراشد علي ﵁ إلا لعدم مجرد الإشارة فضلا عن النص على إمامته، وأنه قلما كان لنفسه في وقت الخلفاء قبله، ثم لما صار الأمر أظهر وأعلن، ولم يقصر حتى مضى على السداد والرشاد ﵁، كما مضى من قبله من الخلفاء، أئمة العدل على السداد والرشاد، متبعين لكتاب ربهم وسنة نبيهم ﷺ، هؤلاء هم الأئمة الأربعة المجمع على عدلهم وفضلهم ﵃ أجمعين، هم أصحاب الخلافة الراشدة، المأمور باتباع ما سنوا، قال رسول لله ﷺ: «فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور» (٢)، وهذا علي رابع أربعة هم الخلفاء الراشدين بعد رسول الله ﷺ، وهم من العشرة المبشرين بالجنة ﵃.
وقد استوفيت الكلام عنهم في كتابي "الهادي والمهتدي".
هذا ضحى الإسلام صفوة الزمن بعد زمن رسول الله نبينا محمد ﷺ، انصرم ويتلوه ظهر الإسلام وهو بداية الحكم بعد الخلافة الراشدة، وهو ملك وليس خلافة، وإنما جرى إطلاق الخليفة على ما عهد الناس في الخلافة الراشدة، يبين هذا قول رسول الله ﷺ: «أول دينكم نبوة ورحمة، ثم ملك ورحمة، ثم ملك أعفر، ثم ملك وجبروت، يُستحل فيها الخمر، والحرير» (٣)، وهذا ما حدث فعلا، ومن هنا يبدأ
_________
(١) الكامل ٢/ ٤٤ ..
(٢) أبو داود حديث (٤٦٠٧).
(٣) فيه انقطاع بين مكحول الشامي، وأبي ثعلبة، واختلاف على ذكر أبي وهب، وأخرجه أبو داود الطيالسي (المسند رقم ٢٢٨) وأبو يعلى (المسند ١/ ١٧٧، رقم ٨٧٣، ٨٧٤) والبزار (كشف الأستار ٢/ ٢٣٢، رقم ١٥٨٩) والطبراني (المعجم الكبير ٢٠/ ٥٣، رقم ٩١، ٩٢) ومعناه صحيح.
1 / 14