208

لسان العرب

الناشر

دار صادر

رقم الإصدار

الثالثة

سنة النشر

١٤١٤ هـ

مكان النشر

بيروت

والإِرْبُ والإِرْبةُ والأُرْبةُ والأَرْبُ: الدَّهاء «٢» والبَصَرُ بالأُمُورِ، وَهُوَ مِنَ العَقْل. أَرُبَ أَرابةً، فَهُوَ أَرَيبٌ مَن قَوْم أُرَباء. يُقَالُ: هُوَ ذُو إِرْبٍ. وَمَا كانَ الرَّجل أَرِيبًا، وَلَقَدْ أَرُبَ أَرابةً. وأرِبَ بالشيءٍ: دَرِبَ بِهِ وصارَ فِيهِ ماهِرًا بَصِيرًا، فَهُوَ أَرِبٌ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَمِنْهُ الأَرِيبُ أَي ذُو دَهْيٍ وبَصَرٍ. قَالَ قَيْسُ بْنُ الخَطِيم:
أَرِبْتُ بِدَفْعِ الحَرْبِ لَمَّا رأَيْتُها، ... عَلَى الدَّفْعِ، لَا تزْدَادُ غَيْرَ تَقارُبِ
أَي كَانَتْ لَهُ إِرْبَةٌ أَي حاجةٌ فِي دَفْعِ الحَربِ. وأَرُبَ الرَّجلُ يَأْرُبُ إِرَبًا، مِثال صَغُرَ يَصْغُرُ صِغَرًا، وأَرابةً أَيضًا، بِالْفَتْحِ، إِذَا صَارَ ذَا دَهْيٍ. وَقَالَ أَبو العِيالِ الهُذَلِيّ يَرْثي عُبَيْدَ بْنَ زُهْرةَ، وَفِي التَّهْذِيبِ: يَمْدَحُ رَجُلًا:
يَلُفُّ طَوائفَ الأَعْداءِ، ... وَهْوَ بِلَفِّهِمْ أَرِبُ
ابْنُ شُمَيْل: أَرِبَ فِي ذَلِكَ الأَمرِ أَي بَلَغَ فِيهِ جُهْدَه وطاقَتَه وفَطِنَ لَهُ. وَقَدْ تأَرَّبَ فِي أَمرِه. والأُرَبَى، بِضَمِّ الْهَمْزَةِ: الدَّاهِيةُ. قَالَ ابْنُ أَحمر:
فلَمَّا غَسَى لَيْلي، وأَيْقَنْتُ أَنَّها ... هِيَ الأُرَبَى، جاءَتْ بأُمّ حَبَوْكَرا
والمُؤَارَبَةُ: المُداهاةُ. وَفُلَانٌ يُؤَارِبُ صاحِبَه إِذا دَاهَاهُ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنّ النَّبِيَّ، ﷺ، ذَكَر الحَيَّاتِ فَقَالَ: مَنْ خَشِيَ خُبْثَهُنَّ وشَرَّهُنّ وإِرْبَهُنّ، فَلَيْسَ منَّا.
أَصْلُ الإِرْب، بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَسُكُونِ الرَّاءِ: الدَّهاء والمَكْر؛ وَالْمَعْنَى مَنْ تَوَقَّى قَتْلَهُنَّ خَشْيةَ شَرِّهنَّ، فَلَيْسَ منَّا أَي مِنْ سُنَّتِنَا. قَالَ ابْنُ الأَثير: أَي مَنْ خَشِيَ غائلَتها وجَبُنَ عَنْ قتْلِها، لِلذي قِيلَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِنها تُؤْذِي قاتِلَها، أَو تُصِيبُه بخَبَلٍ، فَقَدْ فارَقَ سُنَّتَنا وخالَفَ مَا نحنُ عَلَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ
عَمْرو بْنِ الْعَاصِ، ﵁، قَالَ: فَأَرِبْتُ بِأَبِي هُرَيْرَةَ فَلَمْ تَضْرُرْنِي إرْبَةٌ أَرِبْتُها قَطُّ، قَبْلَ يَوْمَئِذٍ.
قَالَ: أَرِبْتُ بِهِ أَي احْتَلْتُ عَلَيْهِ، وَهُوَ مِنَ الإِرْبِ الدَّهاءِ والنُّكْرِ. والإِرْبُ: العَقْلُ والدِّينُ، عَنْ ثَعْلَبٍ. والأَرِيبُ: العاقلُ. ورَجُلٌ أَرِيبٌ مِنْ قَوْمٍ أُرَباء. وَقَدْ أَرُبَ يَأْرُبُ أحْسَنَ الإِرْب فِي الْعَقْلِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
مُؤَاربَةُ الأَرِيبِ جَهْلٌ وعَناء
، أَي إنَّ الأَرِيبَ، وَهُوَ العاقِلُ، لَا يُخْتَلُ عَنْ عَقْلِه. وأَرِبَ أَرَبًا فِي الْحَاجَةِ، وأَرِبَ الرَّجلُ أَرَبًا: أَيِسَ. وأَرِبَ بالشيءِ: ضَنَّ بِهِ وشَحَّ. والتَأْرِيبُ: الشُّحُّ والحِرْصُ. وأَرِبْتُ بالشيءِ أَي كَلِفْتُ بِهِ، وأَنشد لِابْنِ الرِّقاعِ:
وَمَا لامْرِئٍ أَرِبٍ بالحَياةِ، ... عَنْها مَحِيصٌ وَلَا مَصْرِفُ
أَي كَلِفٍ. وَقَالَ فِي قَوْلِ الشَّاعِرِ:
ولَقَدْ أَرِبْتُ، عَلَى الهمُومِ، بِجَسْرةٍ، ... عَيْرانةٍ بالرِّدْفِ، غَيْرِ لَجُونِ
أَي عَلِقْتُها ولَزِمْتُها واسْتَعَنْتُ بِهَا عَلَى الهُمومِ. والإِرْبُ: العُضْوُ المُوَفَّر الكامِل الَّذِي لَمْ يَنقُص مِنْهُ شيءٌ، وَيُقَالُ لِكُلِّ عُضْوٍ إِرْبٌ. يُقَالُ: قَطَّعْتُه إِرْبًا إِرْبًا أَي عُضْوًا عُضْوًا. وعُضْوٌ مُؤَرَّبٌ أَي مُوَفَّرٌ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنه أُتِيَ بكَتِفٍ مُؤَرَّبة

(٢). قوله [والْأَرْبُ الدهاء] هو في المحكم بالتحريك وقال في شرح القاموس عازيًا للسان هو كالضرب.

1 / 209