وقال مرقص أفندي: هذه حكمة الشيطان يا شيخ سلطان.
وقال الشيخ سلطان: اسمع يا مرقص أفندي، عباس سيتزوج إيفون، سيتزوجها ورجله فوق رقبته، سيتزوجها شاء هذا أو أبى، أقسم بالله العلي العظيم ثلاثا!
وقاطعه مرقص: انتظر يا شيخ سلطان، انتظر، كيف يتزوجها؟ - يصلح خطأه. - لو تزوجها لأصبحت المصيبة أعظم. - ماذا؟ - أنسيت؟ نحن مسيحيون يا شيخ سلطان. لو تزوجها لأصبحت البنت على غير الملة، وكفاني وكفاها مذلة واحدة! - وكيف نصلح هذا الخطأ يا مرقص أفندي؟ سأفعل كل ما تأمر به. - كان الولد قد وعدها بالزواج، وسيكون هذا الزواج هو الفضيحة التي لا أحتملها. إن كل ما أرجوه منك أن تبعده عنها، ونحن يتولانا الله. - ماذا ستفعل يا مرقص أفندي؟ - أمها وعدتني أن تدبر الأمر، إنما المهم أن يبعد عباس عن البنت. كفانا ما حصل. - أكل ما تريده أن يبعد عباس عن البنت؟ ألا أستطيع أن أصنع شيئا آخر؟ - هذا كل ما أريده منك. - يا مرقص هذا طلب بسيط، أنا لن أشعر حين أنفذ لك هذا الطلب أنني كفرت عن الجريمة التي ارتكبها الولد. - أرجوك يا شيخ سلطان، كل ما أرجوه أن يبعد عنا ويتركنا في حالنا. أنت على كل حال لن تستطيع التكفير عن هذه الجريمة. - اعتبر أن طلبك قد تم. - ليس لي غير إيفون يا شيخ سلطان، لا أريد أن أفقدها.
وأطرق الشيخ سلطان متأثرا وهو يقول: ربنا يعطيك القوة يا مرقص أفندي.
وقام مرقص دون أن يزيد شيئا وأخذ سمته إلى الترام، ومكث الشيخ سلطان مكانه قليلا، ثم قام قائلا: أنا ذاهب إلى البيت يا رضوان أفندي، هل ستبقى أم ستجيء معي؟
وقام رضوان أفندي قائلا: أنا قادم معك.
وفي الطريق سأل رضوان: ماذا قال لك مرقص أفندي؟ - لا شيء يا رضوان.
وسكت قليلا، ثم قال: لن نرى مرقص بعد اليوم.
وقال رضوان دهشا: ماذا؟!
وقال الشيخ سلطان: لن نراه بعد اليوم، مسكنه في مصر الجديدة سيبعده عنا ولن يستطيع المجيء إلينا.
صفحة غير معروفة