127

لمسات بيانية في نصوص من التنزيل - محاضرات

تصانيف

الحكيم من الحِكمة ومن الحُكم، هذا الجمع (العزيز الحكيم) أجمل جمع: العزيز قد يكون حكيمًا وقد لا يكون حكيمًا، وقد يكون حاكمًا وقد لا يكون حاكمًا، الحاكم هو منتهى العزة منتهى العزة أن يكون حاكمًا فإذن الآن صار كمال العزة بالحكم أعزّ شيء. نأتي إلى الحكمة إذا كان العزيز متهورًا تكون عزّته صفة ذم فإذن ينبغي أن يتمم بالحكمة. فإذن ربُّنا تعالى هو العزيز الحكيم والحاكم الحكيم، كمّل في العزة بالحُكم فكان أعلى شيء لأن منتهى العزة أن يكون حاكمًا وأكمل الكمال عندما كان عزيزًا فهو حكيم وعندما كان حكيمًا فهو حكيم إذن اجتمعت العزة والحكم والحكمة. لو كان عزيزًا غير حكيم تكون صفة ذم ولو كان حاكمًا غير حكيم تكون صفة ذم. إذن الإثنين مرادان وقدّم العزيز على الحكيم لأنه عزّ فحكم، ليس عندنا في القرآن الكريم حكيم عزيز. ما الحكمة من تقديم العزة؟ العزة قد لا يكون صاحبها حكميمًا، هو تدرج، فبدأ بما هو أقل ثم انتقل للأعلى، يكون عزيزًا ثم يكون حاكمًا، كيف يكون حاكمًا؟ كيف وصل إلى الحكم؟ إذا لم يكن هناك جماعة تعزه فتوصله إلى الجكم؟ لا بد أن هناك جماعة أوصلوه فلا بد أن يكون عزيزًا عند هؤلاء حتى أوصلوه، إذن عزّ فحكم.

1 / 127