لمسات بيانية في نصوص من التنزيل - كتاب

فاضل صالح السامرائي ت. غير معلوم
69

لمسات بيانية في نصوص من التنزيل - كتاب

الناشر

دار عمار للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الثالثة

سنة النشر

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٣ م

مكان النشر

عمان - الأردن

تصانيف

من سورة المائدة سأل سائل عن قوله تعالى: ﴿إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ العزيز الحكيم﴾ . لِمَ ختم الآية بقوله: ﴿فَإِنَّكَ أَنتَ العزيز الحكيم﴾ وكان المناسب لقوله: ﴿وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ﴾ أن يقول: (فإنك أنت الغفور الرحيم)؟ ولِمَ لم يقل سيدنا عيسى كما قال سيدنا إبراهيم، ﵉: ﴿فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [إبراهيم: ٣٦] . إن الشِقَّ الأول من السؤال قديم: "قال أبو بكر بن الأنباري، وقد طعن على القرآن مَنْ قال: إن قوله: ﴿فَإِنَّكَ أَنتَ العزيز الحكيم﴾ لا يناسب قوله: ﴿وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ﴾ لأن المناسب، فإنك أنت المغفور الرحيم". وأجاب عنه. وجاء في (الإتقان): "من مشكلات الفواصل، قوله تعالى: ﴿إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ العزيز الحكيم﴾ فإن قوله: ﴿وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ﴾ يقتضي أن تكون الفاصلة (الغفور الرحيم) . والذي نريد أن نقوله أولًا: إنه لا يَصحُّ اقتطاعُ جزء من آية أو جزء من السياق، وبناءُ الحكمِ عليه، بل الذي ينبغي هو أن يُنظرَ في السياقِ كله، ثم ينظر في ملاءمة الكلام بعضه لبعض. ولو نظر السائل أو المعترض في السياق لما أثار هذا السؤالَ أصلًا، فإنه لا يصح ختم الآية بالمغفرة

1 / 73