لمسات بيانية في نصوص من التنزيل - كتاب
الناشر
دار عمار للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الثالثة
سنة النشر
١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٣ م
مكان النشر
عمان - الأردن
تصانيف
والمعنى: مالك يوم الجزاء. وقرىء (مَلِك) أيضًا وهي قراءة متواترة واختلف في الأوْلى منهما، فرجح بعضهم قراءة: (مالك) ورجح بعضهم قراءة: (ملِك) .
والحق أنْ لا تفاضل ولا ترجيحَ بين القراءتين، فكلتا القراءتين متواترة عن رسول الله ﷺ وقد نزل بهما جبريل من عند الرحمن، غير أنّا نقول: إن لكلِّ قراءة معنى كما هو معلوم، وكل قراءة تستدعي أمورًا ربما لا تستدعيها القراءة الأخرى.
فالمالك قد يكون ملكًا، وقد لا يكون، والملك قد يكون مالكًا، وقد لا يكون. وتصرّف المالك غير تصرّف الملك، ومما ذكر من الفروق بينهما:
١- أن المالكيةَ سببٌ لإطلاق التصرف، فالمالك يتصرف فيما يملك ما لا يتصرفه الملك من بيعٍ أو هبة، أو إيجار وغير ذلك، وليس للملك أن يبيع رعاياه.
٢- "أن الملك ملك للرعية والمالك مالِك للعبيد، والعبد أدْوَن حالًا من الرعية فوجب أن يكون القهر في المالكية أكثر منه في الملكية، فوجب أن يكون المالك أعلى حالًا من الملك". والخلقُ عيالُ الله وعباده وليسوا رعاياه.
٣- "إن الرعية يمكنهم إخراج أنفسهم عن كونهم رعية لذلك الملك، باختيار أنفسهم، أما المملوك فلا يمكنه إخراج نفسه عن كونه مملوكًا لذلك المالك باختيار نفسه، فثبت أن القهر في المالكية أكمل منه في الملكية".
1 / 35