لمسات بيانية في نصوص من التنزيل - كتاب
الناشر
دار عمار للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الثالثة
سنة النشر
١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٣ م
مكان النشر
عمان - الأردن
تصانيف
قسم من أقسام ما سوى الله. فالمذكور في أول سورة الأنعام كأنه قسم من أقسام ما هو مذكور في أول سورة الفاتحة، وأيضًا فالمذكور في أول سورة الأنعام أنه خلق السماوات والأرض، والمذكور في أول سورة الفاتحة كونه ربًا للعالمين.
وثانيهما في سورة الكهف، وهو قوله: ﴿الحمد لِلَّهِ الذي أَنْزَلَ على عَبْدِهِ الكتاب﴾ [الكهف: ١] والمقصود منه تربية الأرواح بالمعارف ... وقوله في أول سورة الفاتحة: ﴿رَبِّ العالمين﴾ إشارة إلى التربية العامة في حق كل العالمين ... فكان المذكور في أول سورة الكهف، نوعًا من أنواع ما ذكره في أول الفاتحة.
وثالثها سورة سبأ، وهو: ﴿الحمد للَّهِ الذي لَهُ مَا فِي السماوات وَمَا فِي الأرض﴾ [سبأ: ١] . فَبيَّنَ في أول سورة الأنعام، أن السماوات والأرض له. وبَيَّنَ في أول سورة سبأ أن الأشياء الحاصلة في السماوات والأرض له، وهذا أيضًا قسم من الأقسام الداخلة تحت قوله: ﴿الحمد للَّهِ رَبِّ العالمين﴾ .
ورابعها قوله: ﴿الحمد للَّهِ فَاطِرِ السماوات والأرض﴾ [فاطر: ١] والمذكور في أول سورة الأنعام، كونه خالقًا لها، والخلق هو التقدير، والمذكور في هذه السورة كونه فاطرًا لها ومحدثًا لذواتها. وهذا غير الأول، إلا أنه أيضًا قسم من الأقسام الداخلة تحت قوله: ﴿الحمد للَّهِ رَبِّ العالمين﴾ .
ثم إنه تعالى لما ذكر في سورة الأنعام كونه خالقًا للسماوات والأرض، ذكر كونه جاعلًا للظلمات والنور. أما في سورة فاطر، فلما ذكر كونه فاطر السماوات والأرض ذكر كونه جاعلًا الملائكة رسلًا.
1 / 32