لمسات بيانية في نصوص من التنزيل - كتاب
الناشر
دار عمار للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الثالثة
سنة النشر
١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٣ م
مكان النشر
عمان - الأردن
تصانيف
ودخل تحت قوله: ﴿رَبِّ العالمين﴾ كثيرٌ من صفات الله تعالى كالعليم "والسميع والبصير، والقيوم والمريد، والملك وما أشبه ذلك، لأن كل واحد من هذه الأسماء والصفات، يطلب ما يقع عليه".
و﴿العالمين﴾: جمع عالمَ، وهو كل موجود سوى الله تعالى، واختلف في دلالة الجمع هذه، فرجَّح بعضهم أنها تفيد ذوي العلم خاصة، أو المُكَلَّفين من الخَلْقِ بدليل قوله تعالى: ﴿لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا﴾ [الفرقان: ١] . وقوله: ﴿إِنَّ فِي ذلك لآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ﴾ [الروم: ٢٢]، ولا يكون نذيرًا للبهائم والجمادات.
وقال بعضهم: إن العالمين هم الإنس بدليل قوله تعالى: ﴿أَتَأْتُونَ الذكران مِنَ العالمين﴾ [الشعراء: ١٦٥] . وقوله: ﴿وَآتَاكُمْ مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّن العالمين﴾ [المائدة: ٢٠] .
وقيل: جمع العالم ليشمل كل جنس مما سُمِّيَ به، فإن للعالمين آحادًا كل منها يسمى عالَمًا، فهناك عالم الإنسان، وعالم الحيوان، وعالم الحشرات، وكل صنف وكل جنس يسمى عالمًا أيضًا.
وقيل: كل قرن وكل جيل يسمى عالَمًا أيضًا، فأهلُ كل زمانٍ عالَمٌ فَجَمعَهُ، ليشمل كل الأجيال، وأهل كل الأزمنة.
وقيل: جمعه لاحتمال أن ينصرف الذهن بلفظ (العالَم) إلى هذا العالم المحسوس "لأن العالم وإنْ كان موضوعًا للقدر المشترك، إلا أنه شاع استعمالهُ بمعنى المجموع كالوجود في الوجود الخارجي، وقد غلب
1 / 25