نور السنة وظلمات البدعة في ضوء الكتاب والسنة
الناشر
مطبعة سفير
مكان النشر
الرياض
تصانيف
أو ينفعون، أو يعطون أو يمنعون، أما من فعل ذلك يرجو البركة من الله بالتبرك بهم فقد ابتدع بدعة نكراء، وعمل عملًا قبيحًا (١).
٣ - من التبرك الممنوع: التبرك بالجبال والمواضع؛ لأن ذلك يخالف ما كان عليه النبي ﷺ، والتبرك بذلك يسبب تعظيم هذه الجبال والمواضع، ولا يجوز القياس على تقبيل الحجر الأسود، أو الطواف بالبيت؛ فإن ذلك عبادة لله ﷿ توقيفية، ولا يمسح غير الحجر الأسود والركن اليماني من الكعبة؛ لأن النبي ﷺ لم يستلم من الأركان إلا الركنين اليمانيين باتفاق العلماء (٢)، قال الإمام ابن القيم ﵀: «ليس عل وجه الأرض موضع يشرع تقبيله واستلامه وتحط الأوزار فيه غير الحجر الأسود والركن اليماني» (٣).
وقال ﵀ عند كلامه على خصائص مكة: «ليس على وجه الأرض بقعة يجب على كل قادر السعي إليها، والطواف بالبيت الذي فيها غيرها» (٤).
وقال شيخ الإسلام في حكم الطواف بغير الكعبة: «وأما الطواف بذلك فهو من أعظم البدع المحرمة، ومن اتخذه دينًا يُستتاب، فإن تاب وإلا قُتل» (٥).
_________
(١) انظر: المرجع السابق، ص ٣٨١ - ٤١٨.
(٢) انظر: اقتضاء الصراط المستقيم، لابن تيمية، ٢/ ٧٩٩.
(٣) زاد المعاد في هدي خير العباد، ١/ ٤٨.
(٤) زاد المعاد، ١/ ٤٨.
(٥) مجموع فتاوى ابن تيمية، ٢٦/ ١٢١.
1 / 77