النور والظلمات في ضوء الكتاب والسنة
الناشر
مطبعة سفير
مكان النشر
الرياض
تصانيف
ومكاشفات الحقائق لفراغ القلب فيها، وإقباله إلى الله تعالى، بظاهره وباطنه، وقد قال الله تعالى: ﴿وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ﴾ (١).
وقيل: معناه: أنها تكون نورًا ظاهرًا على وجهه يوم القيامة، ويكون في الدنيا أيضًا على وجهه البهاء، بخلاف من لم يصلِّ، والله أعلم» (٢)، قلت: النور يشمل ذلك كله في كل ما ذُكِرَ والله أعلم.
٣ - وعن ابن عباس ﵄ قال: بينما جبريل قاعد عند النبي ﷺ سمع نقيضًا (٣) من فوقه، فرفع رأسه فقال: «هذا باب من السماء فُتح اليوم لم يُفتَح قطّ إلاّ اليوم، فنزل منه ملك فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم، فسلم وقال: أبشر بنورين أو تيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلاّ أُعطيته» (٤).
وقد بيّن الإمام القرطبي ﵀ معنى ذلك: وأن قول الملك: «أبشر بنورين» أي أبشر بأمرين عظيمين، نيِّرين، تنير لقارئهما، وتنوِّره، وخُصّت الفاتحة بهذا؛ لأنها تضمّنت جملة معانٍ: الإيمان، والإسلام، والإحسان، وعلى الجملة فهي آخذة بأصول القواعد الدينية، والمعاقد المعارفية، وخُصّت خواتيم سورة البقرة بذلك، لِمَا تضمّنته من الثناء على النبي ﷺ، وعلى أصحابه ﵃، بجميل انقيادهم لمقتضاها، وتسليمهم
_________
(١) سورة البقرة، الآية: ٤٥.
(٢) شرح النووي على صحيح مسلم، ٣/ ١٠٣.
(٣) نقيضًا: أي صوتًا كصوت الباب إذا فتح. شرح النووي على صحيح مسلم، ٦/ ٣٣٩.
(٤) مسلم، كتاب صلاة المسافرين، باب فضل الفاتحة وخواتيم سورة البقرة، ١/ ٥٥٤، برقم ٨٠٦.
1 / 55