رسائل السنة والشيعة لرشيد رضا
الناشر
دار المنار
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٣٦٦ هـ - ١٩٤٧ م
مكان النشر
القاهرة
تصانيف
وأمثاله بالوهابية ويجعلون الوهابية (١) (أي السنة) مما لا يتفق مع الإسلام في عقائده ولا في أحكامه ويقر ما كان أنكره من الطعن فيهم وبرأهم منه.
***
زعيم الرافضة وعدو السنة
ثم انتهى أمره بالتنويه بالكتاب الجديد الذي لفَّقَه أشد علماء الروافض في هذا العصر تعصبًا وطعنًا في عقائد أهل السنة، وخداع عوامهم بما يبث من الدعوة إلى الرفض وما فيه من الخرافات والبدع، وهو الشيخ الملا السيد محسن أمين العاملي.
أظهر ملاحدة الترك معاداة الإسلام والبراءة منه والطعن فيه وإجبار قومهم على الارتداد عنه فلم يظهر من هذا الشيخ العاملي أدنى غيرة عليه ولا أقل دفاع عنه.
وظهر من ملاحدة إيران الشيعية وملاحدة الأفغان السنية بوادر الاقتداء بملاحدة الترك في شر ما عادوا به الإسلام وسعوا في هدمه، فلم نسمع عنه ولم نقرأ له كلمة إنكار ولا نصيحة
_________
(١) هي نسبة للشيخ محمد بن عبد الوهاب! ويراد من هذه الكلمة تنفير الناس عن هذه الدعوة فقالوا " وهابية " نسبة لوالد الشيخ وهو عبد الوهاب، فلم يسموها " محمدية " بغرض زيادة التنفير، وإلا فإن اسم الشيخ هو محمد وليس عبد الوهاب.
وهذا شأن كل داعية إصلاحي، فالشيخ محمد بن عبد الوهاب يدعو إلى ما دعا إليه السلف من إفراد الله ﷿ وحده بأنواع العبادات واتباع عقيدة السلف الصالح؛ ولهذا يقول أحد مؤسسي جمعية علماء المسلمين في الجزائر وهو العلامة محمد البشير الإبراهيمي ﵀: «إنَّهم موتورون لهذه الوهَّابيَّة التي هدمت أنصابهم، ومحت بدعهم فيما وقعَ تحتَ سلطانهم من أرضِ الله، وقَد ضجَّ مبتدعة الحجاز فضجَّ هؤلاء لضجيجهم والبدعة رحم ماسة، فليس ما نسمعهُ هنا من ترديد كلمة (وهابي) تُقذف في وجه كل داعٍ إلى الحقِّ إلاّ نواحًا مردَّدًا على البدع التي ذهبت صرعى هذه الوهَّابيَّة» .
ويقول العلامة الكويتي الشيخ عبد العزيز الرشيد ﵀: «والحقيقة أن كل من تجنب التفرق والاختلاف، وأراد أن يتبع رسول الله ﷺ وخلفاءه والسلف الصالح من الصحابة والتابعين، والأئمة المجتهدين، فالقذيفة الشيطانية في أيدي الجاهلين معدة له. . ألا وهي قولهم: " وهابي ". .!» .
ومن العجيب أن هذه الكلمة لم تطلق على المشايخ والعلماء فحسب، بل حتى الأمراء مثل الشيخ سالم المبارك ﵀ الذي يقول عنه ديكسون في كتابه الكويت وجاراتها ص ٢٤٩: «وكان سالم نسيجًا مختلفًا جدًا من الرجال، فهو مسلم متشدد، وعنيد في التمسك بعقيدته، وكانت شجاعته من نوع نادر» .
كذلك قيل عنه في بعض الوثائق: «على الرغم من أن سالم صارم في إسلامه، متزمت بشدة تجعله وهابيًا كأي وهابي من عامة نجد» . الجزيرة العربية في الوثائق البريطانية ٣ / ٦٤٤ (رقم: ٣٣٨٩) .
1 / 23