137

رسائل السنة والشيعة لرشيد رضا

الناشر

دار المنار

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٣٦٦ هـ - ١٩٤٧ م

مكان النشر

القاهرة

تصانيف

ولكن لم يقل أحد منهم بأن عليًا كرم الله وجهه لا مزيد له في هذا الأمر، ولا أن سبب نوطه به القرابة دون الفضيلة، وأنه تبليغ لا فخر فيه ولا فضل، بل هذا كله مما اعتاد الروافض افتراءه على أن السنة عند نبزهم بلقب النواصب، فإن كان يوجد في النواصب من ينكر مزية على في هذه المسألة ففي الروافض من ينكر ما هو أظهر منها من مزية أبي بكر في نيابته عن الرسول ﷺ في إمارة الحج وإقامة ركنه وتعليم المناسك وتبليغ الدين للمشركين، ومنعهم من الحج بعد ذلك العام تمهيدًا لحجة الوداع، إذ كان يكره ﷺ أن يحج معهم ويراهم في بيت الله عراة نساؤهم ورجالهم يشركون بالله في بيته، وما يتضمن هذه الإمارة مما تقدم بيانه.
وأهل السنة وسط يعترفون بمزية كل منهما ﵄ وعن سائر آل رسول الله ﷺ وأصحابه، وعن المتبعين لهم في إتباع الحق والاعتراف به لأهله، ومحبة كل منهما بغير غلو ولا تقصير؛ وقاتل الله الروافض والنواصب الذين يطرون بعضًا وينكرون فضل الآخر ويعدون محبته منافسة لمحبته.
***

2 / 17