والحج أيها الإخوة في الله واجب على كل مسلم استكمل شروطه، بل هو أحد أركان الإسلام ودعائمه؛ لقول النبي ﷺ: «بني الإسلام على خمس (١)» وذكر منها: «وحج بيت الله الحرام» أخرجاه في الصحيحين من حديث ابن عمر ﵄. وقد أوجبه الله على عباده بقوله سبحانه: ﴿وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾ (٢) . وقد روى سعيد في سننه عن عمر بن الخطاب ﵁ أنه قال: (لقد هممت أن أبعث رجالا إلى هذه الأمصار فينظروا كل من كان له جدة ولم يحج ليضربوا عليهم الجزية، ما هم بمسلمين ما هم بمسلمين) .
ووجوبه ثابت بإجماع المسلمين ومعلوم بالضرورة من الدين، فمن جحد وجوبه كفر. ووجوبه مرة في العمر؛ لحديث ابن عباس ﵄ قال: «خطبنا رسول الله ﷺ فقال: (إن الله كتب عليكم الحج) فقام الأقرع بن حابس فقال: أفي كل عام يا رسول الله؟ قال: لو قلتها لوجبت، الحج مرة فما زاد فهو تطوع (٣)» رواه الخمسة إلا الترمذي، وأصله في مسلم من حديث أبي هريرة.
وشروط الحج خمسة: الإسلام، والعقل، والبلوغ، والحرية، والاستطاعة وهي الزاد والراحلة، وتزيد المرأة وجود المحرم.
_________
(١) صحيح البخاري الإيمان (٨)، صحيح مسلم كتاب الإيمان (١٦)، سنن الترمذي الإيمان (٢٦٠٩)، سنن النسائي الإيمان وشرائعه (٥٠٠١)، مسند أحمد بن حنبل (٢/٢٦) .
(٢) سورة آل عمران الآية ٩٧
(٣) سنن النسائي مناسك الحج (٢٦٢٠)، سنن أبو داود المناسك (١٧٢١)، سنن ابن ماجه المناسك (٢٨٨٦)، مسند أحمد بن حنبل (١/٢٩١)، سنن الدارمي المناسك (١٧٨٨) .
1 / 53