227

دروس الشيخ أسامة سليمان

تصانيف

الدروس والعبر المستفادة من هجرة خير البشر ﷺ أيها الإخوة الكرام الأحباب! نبينا ﷺ هاجر وفي الطريق وقعت له المعجزات؛ ليبين للدنيا أن الله ﷿ هو الذي يحفظ دينه، فالمشركون دبروا وخططوا في دار الندوة، وما أشبه الليلة بالبارحة! إن كانت العراق سقطت بالمدفع فهناك بلاد إسلامية مقصودة يدخل فيها أنواع من الغذاء للإبادة الجماعية، وسلوا التقرير الطبي؛ فإن معظم الأمراض كأمراض الكبد وأمراض الكلى والأمراض التي لا نعرفها سببها أنواع الأغذية التي نأكلها ليل نهار بصنع أعدائنا، دمروا البنية الأساسية لبلاد المسلمين، والأمة لا زالت تأكل إلى الآن. لذلك إن كان هناك حرب استنزاف بالمدفع، فهناك حرب استنزاف بطرق أخرى، فهناك أنواع من الأغذية تطعن في خصوبة الرجال، إذ أن الرجل لا يقدر على المجامعة، وسلوا أهل التخصص في هذا المجال. يا عباد الله! الأمة مستهدفة من أعدائها وهي ما زالت سافرة في شهواتها تلهو وتلعب. وقعت للنبي النبي ﷺ في طريقه إلى المدينة بعض الأمور التي ينبغي أن نشير إليها سريعًا: أولًا: الذي دله على طريق المدينة عبد الله بن أريقط وهو مشرك، فهل يجوز الاستعانة بالمشرك في نصرة دين الله؟ نعم. بضوابط شرعية. وقد أخذ النبي ﷺ بالأسباب كاملة في الهجرة، منها دخوله الغار، ونحن ما زلنا نقول: الحمامة باضت على الغار، وهي من جنود الله، والله يقول في كتابه: ﴿وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا﴾ [التوبة:٤٠]، والحمامة من الجنود المرئية، وللأسف ما زلنا نعتقد أن جنود الهجرة هي الحمامة والعنكبوت، ولو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا، ما زلنا نردد هذا، مع أن ابن كثير وعلماء الأمة طعنوا في هذه القصة من وجوه. إن الإعجاز الحقيقي: أن يقف المشركون والله ﷾ يسلب أبصارهم عن رؤية نبينا ﷺ، كما أدركه سراقة بن مالك فكفاه الله إياه، قال تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [الأنفال:٢٦]. أخذ الصديق للهجرة ماله كله، وكان مقداره خمسة آلاف درهم، ولم يترك لأبنائه شيئًا، فهذا حب حقيقي لذلك يقول ﷺ: (ما نفعني مال قط ما نفعني مال أبي بكر، فبكى أبو بكر وقال: وهل أنا ومالي إلا لك يا رسول الله!) ﷺ. وكان عامر بن فهيرة يمحو بماشيته آثار النبي ﷺ وأبي بكر، ووصل النبي إلى المدينة بعد أن تآمرت قوى الشرك والكفر على قتله، فإنه لا يملك الباطل مع الحق إلا سلاح القتل. قال تعالى: ﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ﴾ [غافر:٢٦]، وأرادوا قتل إبراهيم بحرقه بالنار، ودائمًا يظن الباطل أنه بقتله للحق يكسب الجولة، وما أصحاب الأخدود عنكم ببعيد، قتلهم الملك الظالم لإيمانهم برب الغلام، وبعد موته قال الجميع: لا إله إلا الله. آمنا برب الغلام. فالنصر قد يأتي لعباد الله من المستضعفين بعد رحيلهم عن الدنيا. يا عباد الله! مفهوم الهجرة مفهوم واسع ينبغي أن ننظر فيه، وأن نتعلم العبرة والعظات منه.

12 / 6