211

دروس الشيخ محمد الدويش

تصانيف

استثمار المواقف والأوقات في الدعوة إلى الله
حادي عشر: أن هؤلاء أصبحوا يتساءلون في كل موقف وكل مناسبة: كيف يخدمون الإسلام؟ كيف يدعون إلى الله ﷿؟ ألسنا نرى الشباب يتساءلون في كل مناسبة، على مقتبل الإجازة، في الحج، في رمضان في كل مناسبة: كيف نستثمر هذا الموقف في الدعوة إلى الله ﷿، كيف نستغل هذا الوقت وهذا الموسم وهذه الفرصة في الدعوة إلى الله ﵎، في حين كانت القضية التي تشغل غيرهم في الإجازة هي قضية السفر، وقضية اللهو واللعب، وفي حين كانت القضية التي تشغل بعض المسلمين وللأسف في شهر رمضان هي: كيف يمتعون أنفسهم بأطيب الطعام والشراب؟ كيف يرتبون أوقاتهم في اللهو واللعب، مع ذلك القضية التي تشغل هؤلاء في كل حين وفي كل مناسبة هي: كيف يخدمون هذا الدين؟ كيف ينصرون قضية هذا الدين؟ كيف يدعون إلى الله ﷿ في كل مناسبة وكل حين؟ ولهم أسوة في نبيهم ﷺ الذي كان لا يدع قضية من القضايا وبابًا من الأبواب وميدانًا من الميادين إلا ونشر فيه علما، ودعا فيه إلى الله ﵎.
أليس ﷺ يأتي في موقف ربما لا يزيد أثره على الناس أن يستثير بعض عواطف الأمومة والأبوة نحوهم، فيرى ﷺ امرأة تأخذ طفلًا من السبي وتضمه إلى صدرها، فيستوقف أصحابه ﷺ ويقول: (أترون هذه طارحة ولدها في النار؟ فيقولون: لا، فيقول: لله أرحم بهذه من ولدها، أو يقول: والله لا يلقي حبيبه في النار).
نعم لقد كانت قضية الدعوة، وقضية التعليم قضية تشغل النبي ﷺ، وكان يستثمر كل هذه الفرص، ولهذا أخذ هذا النشء المبارك هذا الهدي منه ﷺ، فصارت قضيته وصار سؤاله في كل وقت وفي كل مناسبة: كيف يستثمر هذا الوقت أو هذا الموقف في الدعوة لدين الله ﵎.

7 / 19