191

دروس الشيخ أحمد فريد

تصانيف

ما قيل في الصبر وأنواعه والصبر قيل: هو شجاعة النفس. وفي ذلك قيل: الشجاعة صبر ساعة والنفس لها قوة إقدام وقوة إحجام، فالصبر أن يجعل قوة إقدامها إلى ما يرضي الله ﷿، وقوة إحجامها عما يسخط الله ﷿، والعبد مطالب بالصبر عباد الله! في البلاء وفي النعمة، وفي قضاء الله ﷿، مطالب بالصبر على بلاء الله ﷿؛ لأن الله ﷿ يبتلي الناس من أجل أن ينظر هل يصبروا أو يجزعوا، كما قال الله ﷿ حكاية عن أهل النار: ﴿سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا﴾ [إبراهيم:٢١]، فعكس الصبر هو الجزع. فالله ﷿ يبتلي الناس من أجل أن يظهر فقرهم إليه سبحانه، ومن أجل أن يصبروا على قضائه ويرضوا بقدره، فهذا هو الصبر عند القضاء. وكذلك الصبر على طاعة الله ﷿، كالصبر على الصيام وعلى الجهاد في سبيل الله، وعلى الصدقة والإنفاق والحج والعمرة، وكل ذلك. كذلك الصبر عن معصية الله ﷿، فمن الناس من عنده صبر على طاعة الله ﷿، ولكن لا يصبر عن بعض المحرمات، ومن الناس من يصبر عن المعاصي ولكنه لا يجتهد في طاعة الله ﷿، فينبغي على العبد أن يوطن نفسه على الصبر وعلى الشكر لله ﷿. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

23 / 7