151

دروس الشيخ أحمد فريد

تصانيف

عذاب القبر أو نعيمه يعم كل شخص ولو لم يدفن أو تفرقت أجزاؤه وقد يقول قائل: هل العبد الذي لم يقبر كأن تتفرق أجزاؤه بحريق أو غرق أو يأكله السبع أو يُعلّق في مهاب الريح ينال من عذاب القبر؟ الجواب إن عذاب القبر -عباد الله- يلحق كل من استحق هذا العذاب سواء قُبر أو لم يُقبر، والله ﷿ قادر على أن يوصّل روح الكافر بذرات الجسد وإن تباعدت أجزاؤه، وأن ينال الجسد ما ينال الروح من العذاب، فالله ﷿ يجعل لروح المؤمن أو لروح الكافر اتصالًا بالذرات وإن تفرقت، وكان الصحابة يسمعون تسبيح الطعام بين أيديهم، وسمع الصحابة ﵃ حنين الجذع اليابس للنبي ﷺ، وقال ﷿: ﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾ [الإسراء:٤٤] وكان حجر يسلم على النبي ﷺ بمكة قبل أن يُبعث، وكلما مر عليه رسول الله ﷺ يقول له: السلام عليك يا رسول الله! فإذا كانت الجمادات فيها إدراك وتسبح بحمد الله ﷿ وقد سمع حنين الجذع وتسبيح الطائر فكيف بالجسد الذي كان يومًا شيئًا مذكورًا حيًا متحركًا مريدًا؟ كيف لا يذوق في القبر نعيمًا أو عذابًا؟ وكيف لا يتنعم المؤمن في قبره؟ ولا يتعذب الكافر والفاجر في قبره؟

18 / 7