221

دروس للشيخ محمد المختار الشنقيطي

تصانيف

حكم من حضر حلقة علم وأمه ساخطة عليه
السؤال
إني أتيتُ وأمي عليَّ غاضبةٌ، فهل عليَّ إثم؟ ثم هل خروجي من هذا المجلس يَغْفِر جميع ذنوبي، ومنها غضب أمي؟
الجواب
أناشد الله العظيم كل من كانت بينه وبين أمه أو رَحِمِه قطيعة ألاَّ يحضُر لي محاضرةً ولا يَغشى لي مجلسًا، فقد صح في الحديث عن أبي هريرة ﵁ أنه قال: (أحرِّج بالله على كل قاطع رحم أن يقوم من مجلسي، فلما قيل له في ذلك قال: أخبرني خليلي رسول الله ﷺ أن الرحمة لا تنزل على قومٍ فيهم قاطع رحم)، ولولا أني أخاف أن يكون تشهيرًا بك لحرَّجت عليك بالله العظيم أن تقوم من المجلس الآن؛ ولكن لا أحل لأحد أن يحضر مجلسًا لي أو محاضرة، وأمه غاضبة عليه أو والده.
فليتقِ الله فينا، وليتق الله في مجالسنا أن نُمْنَع الرحمة بسببه، فهذا أمرٌ عظيم! إذا غَضِبَت عليك أمك غضب الله عليك! فاتقِ الله في والدتك، ولا تيئس فإن رحمة الله واسعة، ارجع إلى والدتك بعد الصلاة، وابكِ عندها، واسألها الرضا منها، فإن الله تعالى يرضى عنك إذا رَضِيَتْ عنك، ويسخط عليك بسَخَطِها.
فاتقِ الله فيها، وأدخل السرور عليها، واحتمل ما يكون من أذاها.
وأما جلوسك بيننا فأسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يغفر ذنبك، وأن يغفر ذنوبنا، وأن يرزقك رضا الوالدين، وأن يرزقنا ذلك الرضا، وأن يتوب علينا وعليك وعلى جميع المسلمين.
والله تعالى أعلم.

13 / 29