العبادة والعقيدة
أهم العبادات التي يقوم العبد بها في جانب العقائد: جانب الوحدانية لله، جانب الألوهية لله ﷿، تأليه الله ﷾، بمعنى أن كل أمر يجب أن يكون لله، العبادة لله، الذبح لله، الخوف من الله، النذر لله، التوكل على الله، والاستعانة والاستغاثة والرجاء والخوف كله بالله ومن الله جل وعلا، هكذا يجب أن يقوم العباد، فالمحقق للعبادة لا يخاف إلا الله؛ لأنه يعلم أن أجله وأن رزقه مقسوم، والله ﷿ هو الذي كتبه، وهو الذي يملك له الحياة، وهو الذي يملك له الموت، فلا يستطيع أحد في هذه الدنيا كائنًا من كان أن يقدم من أجلك دقيقة، أو يؤخر دقيقة، أو يعطيك رزقًا منعك الله إياه، أو يجلب لك رزقًا منعك الله إياه، أو يحرم رزقك الذي أعطاك الله إياه وساقه إليك.
فهذه العقيدة ينبغي أن تصطبغ في حياتنا، وفي أمورنا العامة، وفي أمورنا العملية، فليست العقيدة قضايا نظرية فقط، وإنما هي في الحقيقة ينبغي أن تتفاعل وأن تتحول إلى سلوك في حياة الناس، وهذا أمر مهم ينبغي ألا نغيب عنه أبدًا، وألا يغيب عن أمورنا.
فليس من العبادة، وليس من العقيدة أيضًا أنك تجعل للعبادة موسمًا، أو وقتًا، أو مكانًا، ثم بعد ذلك تترك العبادة، فكما يقول بعض الناس، أو يتصور أن العبادة في المساجد، وأن العبادة في رمضان، أو أن العبادة في أشهر الحج، أو في موسم الحج، أو ما إلى ذلك من المناسبات الشرعية كما يقولون، هذا في الحقيقة قصور، وهذا في الحقيقة من الغزو الذي بلينا به، والذي حصل عند كثير من أبناء المسلمين لما عطلوا فهمهم لشعائر دينهم كما ينبغي، ولهذا في الطائرة مثلًا، في البر، أو العمل، أو الوظيفة لا تطالبنا بعبادة، لا تطالبنا بحلال وحرام كما يقول بعض الناس، سبحان الله! أدين الله في أماكن، ثم نعصي الله ﷿ في كثير من الأماكن، سبحان الله! هذا قصور في الفهم في أمور الدين، فأمور ديننا ينبغي أن تكون في كل أمورنا والإسلام نظام شامل لم يترك مجالًا من مجالات الحياة إلا كفله ونظمه وأصلحه ووضعه قال تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِينًا﴾ [المائدة:٣] ولهذا ينبغي أن نصطبغ بصبغة الإسلام، وصبغة العبودية لله أينما كنا ﴿اتق الله حيثما كنت﴾ في البر، في البحر، في الجو، في الوظيفة، في العمل، في البيت، في السوق، في الأسرة، في أمور الأموال، في أمور المعاملات، في البيع والشراء، في الأخلاق، في السلوك، في التعامل ينبغي أن نفهم الإسلام على أنه دين شامل، وعلى أن العبودية أمر واجب في كل مجال من المجالات التي جاء بها ديننا الإسلامي الحنيف.
أيها الإخوة الكرام! هذا هو الجانب الأول، وتلك هي القضية الأولى التي هي قضية العبودية لله جل وعلا.
35 / 10