السبيل إلى الوحدة والتآلف
يجب أن تتسع الصدور للخلاف في وجهات النظر والتباين في الفروع والوسائل ما دام أن الاعتقاد صحيح، وإنك لترى في ذلك عجبًا لما أسيء مفهوم الولاء والبراء، وأخذ على الميل والهوى، فحصل البراء من أجل خلاف يسير، والجفاء من أجل أمر صغير، وذلك يتطلب فقهًا وخوفًا من الله.
وإن أولى الناس بتحقيق الوحدة هم قادة المسلمين وولاة الأمر فيهم، فيجمعون قلوبهم على كتاب الله، وعلى سنة رسول الله ﷺ، وتحكيم شريعة الله في أرض الله على عباد الله، ويكونوا صفًا واحدًا أمام أعداء الأمة الإسلامية، ولقد تطلعت أنظار الأمة في هذه الأيام إلى مؤتمر القمة الإسلامي الذي عقد خلال هذا الأسبوع، فأمِلَ الغيورون على أوضاع أمتهم وأحوال مجتمعاتهم أن يكون فيها تحقيق للآمال، وتخفيف للآلام، ووحدة للصف على كتاب الله وسنة رسوله ﷺ، والدفاع عن قضايا المسلمين، لا سيما قضية القدس الشريف، والمسجد الأقصى المبارك، ليكون حرًا طليقًا تقر به أعين المسلمين، وتنشنأ به نفوس الأعداء المتربصين والغاصبين الغاشمين المعتدين.
وكذلك قضية البوسنة والهرسك، والضغط على الصرب الظالمين لرفع الحصار عن إخواننا هناك، وكذلك قضية كشمير وغيرها من قضايا الأمة الإسلامية، وإلى مزيد من دعم القضايا العادلة، ودعاء الأمة جميعًا مرفوع إلى الله ﷾ بأن يكلأ قادة المسلمين وشعوبهم بالتوفيق إلى ما يحبه ويرضاه، وأن يجمع قلوبهم على كتابه وسنة رسوله ﷺ إنه جواد كريم.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
28 / 7