وانحنى فوقه في الظلام في صمت .. رفع رأسه وهمس: يا سادة، لقد قتلتم الأحدب!
تساءل جليل: واثق مما تقول؟ - انظر بنفسك يا معلم.
شحن الصمت بالرعب .. شمت بهم عجر .. قال متماديا: جريمة من لا شيء تطرق باب السلطان!
صاح حسن العطار: إنه الجنون. - أي حظ أسود؟ - أنضيع بلا سبب ولا ثمن!
وكان رأس عجر يطلق خيالات خارقة في جميع الجهات، ويثب من حلم إلى حلم .. أخيرا قال بهدوء، وهو يشعر بالسيادة لأول مرة: خذوا حوائجكم واذهبوا.
فقال جليل: كيف نذهب تاركين وراءنا هذه الجريمة؟!
فقال عجر بنبرة آمرة: اذهبوا .. سوف تختفي الجثة ولن يعثر عليها الجن نفسه. - أواثق أنت بنفسك؟ - كل الثقة، وما توفيقي إلا بالله!
قال جليل بصوت متهدج: انتظر مكافأة لم يسمع بمثلها أحد.
فقال ببرود: إنه أقل ما أنتظر! - ولكن لعل كثيرين في المقهى قد سمعوا بدعوتنا له إلى سهرتنا؟ - أجل حصل، ولكنني لحقت بكم بلا دعوة، وأستطيع أن أشهد بأنه لم يلبث معنا إلا ساعة ثم مضى وحده معتذرا بتوعكه، افهموا وتذكروا.
11
صفحة غير معروفة