ليالي ألف ليلة

نجيب محفوظ ت. 1427 هجري
77

ليالي ألف ليلة

تصانيف

وضمتهم حجرة أنيقة، وقدم لهما زلابية وقدحين من الكركديه .. حاما حول شكواه، سألهما عن موطنهما، قالا إنهما من سمرقند .. حاما حول شكواه مرة أخرى .. قال: يبوح الحائر بسره للغريب.

فقال ذو الصوت العميق: وقد يجد عنده ما لا يخطر على بال.

فقال نور الدين متنهدا: فلتمطرنا السماء مطرة غير متوقعة.

واندفع يحكي لهما حكاية حلمه العجيب حتى تلاشى صوته في صمت شامل وهو يرنو إليهما في حياء .. ثم قال ذو الصوت العميق: تعارفنا بالقلوب كما يجدر بأهل الكرم، ولكن آن لنا أن نتعارف بالأسماء، أما أنا فعز الدين السمرقندي، وهذا شريكي خير الدين الأنسي.

فقال نور الدين : نور الدين بياع الروائح العطرية. - تجارة جميلة مثل وجهك. - هل داخلكما شك في عقلي؟ - معاذ الله، الله لا يضع جماله إلا حيث يريد أن يضع رضاه. - هل صدقتماني؟

فقال عز الدين: أجل أيها الشاب، إني جواب بلدان، وقد سمعت من حكايات الأولين ما لا يخطر على قلب بشر؛ لذلك لا أشك في حقيقة حلمك.

فانتعش قلب نور الدين بالآمال، وتساءل: هل يمكن أن أبلغ المراد بالوصول إلى محبوبتي؟ - ما أشك في ذلك.

فتأوه متسائلا: ولكن كيف ومتى؟

فقال الرجل: بالصبر والإصرار يتحقق الوصول.

وسأله خير الدين الأنسي: أأنت في حاجة إلى مال؟

صفحة غير معروفة