فقال سحلول بحيرة: أحيانا أتلقى أوامر غير مفهومة!
ومضى في سبيله.
18
انتهى سحلول إلى سور دار المجانين ووقف في الظلماء .. همس لنفسه: لولا الإيمان لتساءلت عن معنى ذلك.
وسلط إرادته على الأرض فيما بينه وبين زنزانة جمصة البلطي فانشق نفق لا يستطيع البشر شقه في أقل من عام .. وفي ثوان كان واقفا في الظلام فوق رأس جمصة البلطي يسمع شخيره المنتظم .. هزه برفق، فاستيقظ متسائلا: من؟
فقال له: لا أهمية لذلك، جاءك الفرج، هات يدك لأنطلق بك إلى الحرية.
استسلم جمصة له غير مصدق حتى غمره هواء الربيع الرطيب .. تمتم جمصة: يا رحمة الله! من أنت أيها الغريب؟ من أرسلك؟
دفعه سحلول وهو يقول: إلى مقامك المنعزل القديم على شاطئ النهر!
19
عندما ذهب الغريب قال جمصة البلطي لنفسه: ليس هذا من عمل الإنس، تذكر ذلك يا جمصة، تذكر وتفكر.
صفحة غير معروفة