ولم تعذبه الحقيقة وحدها ولكن أيضا عذبه الحب.
5
قهقهت زرمباحة وسألت سخربوط: ما رأيك في هذا العشق المستحيل؟ - مداعبة فريدة حقا. - لا عهد للبشر بمثلها.
فقال سخربوط مترددا: ليس دائما، إنهم مولعون بخلق الأوهام. - ولكن كيف؟ - ما أكثر الذين يتوهمون في أنفسهم الذكاء، أو الشعر أو الشجاعة!
فقالت مسترسلة في الضحك: يا لهم من حمقى!
فقال بحقد: إني أعجب لماذا فضلوا علينا؟
6
سلمت دنيازاد بأن سرها أثقل من أن تحمله وحدها .. هرعت إلى جناح شهرزاد عقب ذهاب شهريار إلى مجلس الحكم .. وما إن رأتها شهرزاد حتى قالت بقلق: ماذا بك يا أختي؟
فجلست على وسادة عند قدمي السلطانة، ورفعت إليها عينين مستغيثتين، وقالت وهي تنشج في البكاء: ليته كان مرضا أو موتا. - أعوذ بالله، افترقنا أمس على خير حال. - ثم وقع ما لا يقع في دنيا العقلاء .. - حدثيني؛ فقد بددت طمأنينة نفسي.
فأسدلت عينيها ثم قصت عليها قصتها التي بدأت بزفاف وهمي وانتهت بدم حقيقي .. تابعتها شهرزاد بقلق وريبة، ثم قالت برجاء: لا تخفي شيئا عن أختك. - أحلف لك برب الكون أني ما أضفت إلى قصتي حرفا ولا نقصت منها.
صفحة غير معروفة