فقال بامتعاض: أعوذ بالله. - المجرم ليس آدميا، أبناؤنا يتزوجون في حال بلوغهم! - إنه مجنون ولا شك. - أو إنه أحد الصعاليك العاجزين عن الزواج. إنهم يزحمون الطرقات كالكلاب الضالة. - كثيرون يرددون ذلك.
فتساءل العطار متهكما: ماذا يفعل علي السلولي في دار الإمارة؟
ارتجف لدى ذكرى الاسم، وتذكر العهد المعلق كالسيف فوق رأسه، ولكنه جاراه قائلا: مشغول بمصالحه الخاصة وإحصاء الهدايا والرشاوى.
فقال العطار: فضله علينا نحن التجار غير منكور، ولكن عليه أن يتذكر واجبه الأصلي ليبقى لنا.
فذهب وهو يقول: لا تأمن لهذه الدنيا يا إبراهيم.
7
علم حاكم الحي علي السلولي بما يقال عن الأمن من كاتم سره بطيشة مرجان .. خشي أن تترامى الأقوال إلى الوزير دندان فيرفعها إلى السلطان، فاستدعى كبير الشرطة جمصة البلطي وقال له: هل أتاك ما يقال على الأمن في عهدي؟
لم يتغير هدوء كبير الشرطة الباطني لاطلاعه على أسرار رئيسه وانحرافاته وقال: عفوا يا سيدي الحاكم، ما أهملت ولا قصرت في بث العيون، ولكن الجاني لم يترك أثرا، لم نعثر على شاهد واحد، وقد حققت بنفسي مع عشرات وعشرات من الصعاليك والمتسولين، ولكنها جريمة غامضة لم أعرف لها مثيلا من قبل.
فصاح به: يا لك من جاهل! اقبض على جميع الصعاليك والمتسولين، وإنك خبير بوسائل التحقيق الفعالة.
فقال جمصة بحذر: ليس لدينا من السجون ما يتسع لهم.
صفحة غير معروفة