وقال إبراهيم السقاء: لا شك أنك أصبحت من الأغنياء يا سندباد!
فقال بامتنان: الله يهب الرزق لمن يشاء بغير حساب.
فسأله جليل البزاز: هلا حدثتنا عن أعجب ما صادفك؟
فلوح بالمسبحة الفارسية قائلا: كل شيء مرهون بوقته، علي أن أبتاع قصرا، وأفتح وكالة لعرض النوادر من نفائس الجبال وأعماق البحار ومجهول الجزر، وسأدعوكم قريبا لعشاء أقدم فيه غرائب الأطعمة والأشربة، ثم أروي لكم رحلاتي العجيبة.
3
في الحال وقع اختياره على قصر بميدان الفرسان، فعهد إلى سحلول مهمة تأثيثه وتزيينه، وفتح وكالة جديدة في السوق أشرف عليها من اليوم الأول رجب الحمال، وفي أثناء ذلك زار الحاكم، وما إن خلا إليه حتى تعانقا عناق الرفاق القدامى .. وحكى له معروف حكايته بنفسه، فحكى له ما شاهد وما وقع به في رحلاته السبع، وقال له السندباد بعذوبة: إنك أهل لمنصبك.
فقال بإيمان: إني خادم الفقراء برعاية الله.
وزار معلم صباه الشيخ عبد الله البلخي، فقبل يديه، وقال له: لم أمكث في رحابك إلا ما اقتضته التربية الأولية، ولكني ربحت منك كلمات أضاءت لي الظلام في الملمات.
فقال الشيخ ملاطفا: لا جدوى من بذرة صالحة إلا في أرض طيبة.
فقال بحماس: لعلك راغب في سماع مغامراتي يا مولاي؟
صفحة غير معروفة