فشرق بالأمل المباغت فقال بحرارة: إني أفعل ما تشاء. - حقا؟
فقال بلهفة: بكل ما أملك من قوة.
فقال بهدوء مخيف: اقتل علي السلولي.
غرقت الفرحة في خيبة غير متوقعة، كسلعة وردت بعد أهوال من وراء البحار، ثم تبين عند الفحص فسادها .. تساءل بذهول: علي السلولي حاكم حينا؟ - دون غيره. - لكنه حاكم، ويقيم في دار السعادة المحروسة، وما أنا إلا تاجر.
فهتف: إذن فلا رحمة ولا عفو. - سيدي .. لم لا تقتله بنفسك؟
قال بحنق: استأنسني بسحر أسود، وهو يستعين بي في قضاء مآرب لا يرضى عنها ضميري. - لكنك قوة تفوق السحر الأسود! - نحن بعد نخضع لقوانين معينة، دع المناقشة، لك أن تقبل أو أن ترفض.
قال صنعان بحرارة: أليس لك رغبات أخرى؟ لدي مال موفور وسلع من الهند والصين. - لا تبدد الوقت سدى أيها الأحمق.
اشتد به الإغراء من جديد فنطق به اليأس قائلا: إني طوع أمرك. - حذار أن تحاول خداعي. - سلمت الأمر لقدري. - ستكون في قبضتي ولو أويت إلى جبال قاف.
عند ذاك شعر صنعان بألم حاد في ساعده فصرخ صرخة جرفت أعماقه.
2
صفحة غير معروفة