189

الطبقات الكبرى المسماة بلواقح الأنوار في طبقات الأخيار

الناشر

مكتبة محمد المليجي الكتبي وأخيه، مصر

سنة النشر

1315 هـ

كتاب التنوير في إسقاط التدبير، وكتاب الحكم، وكتاب لطائف المنن، وغير ذلك رضي الله تعالى عنه.

ومنهم جدي الخامس الشيخ موسى المكنى بأبي عمران

رحمه الله تعالى

في بلاد البهنسا بصعيد مصر الأدنى وهو من أجل أصحاب سيدي الشيخ أبي مدين التلمساني شيخ المغرب، وكان من أولاد السلطان مولاي أبي عبد الله الزغلي بضم الزاي، وإسكان الغين المعجمة، نسبة إلى قبيلة من عرب المغرب يقال لهم بنو زغلة، وكان سلطان تلمسان، وما والاها فلما تزعزع سيدي موسى اختار طريق الله تعالى على الملك فتشوش، والده لذلك فلما غلب الأمر عليه أطلق له الأمر فاجتمع سيدي موسى على الشيخ أبي مدين رضي الله تعالى عنه فلما قدم عليه قال له إلى من تنسب قال إلى السلطان مولاي أبي عبد الله قال: وما ينتهي نسبك قال: إلى السيد محمد بن الحنفية بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال الشيخ رضي الله عنه طريق فقر، وملك، وشرف لا يجتمعن فقال: يا سيدي أشهدك أني قد خلعت نسبتي إلى غيرك فأخذ عليه العهد، ووقع على يديه الكرامات، وكلمته البهائم، والحيوانات، وهابته الأسود فلما أرسل سيدي أبو مدين رضي الله عنه عدة من أصحابه إلى مصر أرسله من جملتهم، وقال له إذا وصلت إلى مصر فاقصد ناحية هور بصعيدها الأدنى فإن فيها قبرك، وكان كذلك، وتفرقت أولاده في البلاد فجماعة ماتوا بمنشية الأمراء، وجماعة ببلنسورة، وساح أولاده إلى بلاد الرجراج، وكان إذا ناداه مريده أجابه من مسيرة سنة، وأكثر، وأخبر أصحابه بأحوال جلي الأدنى الشيخ علي رضي الله عنه الآتي ذكر مناقبه في أهل القرن التاسع إن شاء الله تعالى. مات سنة سبع وسبعمائة على ما قيل رضي الله تعالى عنه.

ومنهم العارف بالله سيدي محمد وفا

رضي الله عنه

كان من أكابر العارفين، وأخبر ولده سيدي علي رضي الله عنه أنه هو خاتم الأولياء صاحب الرتبة العلية، وكان أمينا وله لسان غريب في علوم القوم، ومؤلفاته كثيرة ألفها في صباه، وهو ابن سبع سنين أو عشر فضلا عن كونه كهلا، وله رموز في منظوماته، ومنثوراته مطلسمة إلى وقتنا هذا لم يفك أحد فيما نعلم معناها، ولما دنت وفاته خلع منطقته على الأبزاري صاحب الموشحات، وقال هي وديعة عندك حتى تخلعها على ولدي علي فعمل أيام كانت المنطقة عنده الموشحات الظريفة إلى أن كبر سيدي علي فخلعها عليه ثم رجع لا يعرف يعمل موشحا كما أخبرني عن نفسه رضي الله تعالى عنه وسمي وفا لأن بحر النيل توقف فلم يزد إلى أوان الوفاء فعزم أهل مصر على الرحيل فجاء إلى البحر، وقال اطلع بإذن الله تعالى فطلع ذلك اليوم سبعة عشر ذراعا وأوفى فسموه وفا. وسئل ولده سيدي علي رضي الله عنه مع علو مقامه، وفرقانه أن يشرح شيئا من تائية والده فقال رضي الله عنه لا أعرف مراده لأنه لسان أعجمي على أمثالنا انتهى. ومن كلامه رضي الله عنه في كتاب فصول الحقائق أعوذ بالله من شياطين الخلق، والكون، وأبالسة العلم، والجهل، وأغيار المعرفة والنكرة اللهم إني أعوذ بك، ويسبق قدمك من سر حدودك، وبظلمة ذاتك من نور صفاتك وبقوة سلوبك من ضعف إيجادك وبظلمة عدمك مز نور تأثيراتك، وأعذني اللهم بك منك في كل ذلك بكل ذلك كذلك من وجه العلم، ولا كيف كذلك من حيث العقل، ولا بذلك من جهة قصد النفس، ولا كذلك من حيث تصور الوهم أعوذ بك من كل ذلك كذلك من حيث إنه كذلك لا من حيث إنك ولي ذلك اللهم أغنني بديموميتك عن بقاء آلائك بإحاطة، وجودك عن تصور الواحد والأحد وبقيومية قيامك عن استقامة تقويم المدد وغيبني في ظلمة ذاتك التي تحجز فيها الأبصار، والبصائر ويستحيل فيها معارف العقول الإلهية ذات الأسرار، والسرائر، وأستغفرك بلسان الحق لا بلسان الوقاية والنظر بعين التلاشي لا بعين الرعاية، والجذب بسر العدم لا بقوة الهداية، والتلاشي ينفي الرسم لا برسوم الولاية سبحانك من وجه ما أنت لا من وجه ما أنا سبحانك من وجه الوجه المتنزه عن وسم الأسماء والكنى سبحانك في الحيث الذي لا يلتحق به البقاء، ولا الفناء أحاشيك عن العلم، والقول، وأنزهك عن القوة، والحول، وأشاكل لا في المنة، والطول، وأمد لك يد التأييد لا يد الوسيلة، وأسألك بسبح التفضل لا فضل الفضيلة، وأعوذ بك من تحليل التحويل، ومحاولات الحيلة اللهم أرني، وجهك لا من حيث كل شيء هالك،

صفحة ١٩