============================================================
5 كذلك النوع الثالث من الترتيب إن ماحصل من أسماء الله تعالى وصفاته على سبيل الاتفاق في كل دين وملة احق بالتقديم من المختلف فيه وترتيب آبي هريرة رضي الله عنه ليس كذلك النوع الرابع الناس اتفقوا على أن بعض أسماء الله تعالي اعظم من بعض والترتيب المعتبر بحسب هذا الوجه ان يقدم ماهو أعظم فالاعظم على الترتيب ورواية أبي هريرة رضى الله عنه وان اشتملت في أولها على هذا الترتيب من حيث آنه بدا بذ كر الله تعالى ثم بالرحمن الا أن هذا الوجه من الترتيب لم يبق مرعيا بعد ذلك فهذه هى الوجوء المعقولة في الترتيب وان شيئامنها ما كان مرعيا في رواية آبي هريرة رضى الله عنه وذلك يدل
على ضعف هذه الرواية* الجواب ان كثيرا من العلماء سلموا أن هذه الرواية المشتملة على ذكر الاسماء ليست فى غاية القوة الا آن هذه الاسماء والصفات لماكان أكثرها مما لطق به القرآن والاحاديث الصحيحة ودل العقل على ثبوت مدلولاتها باسرها في حق الله تعالى كان الاولى قبول هذا الخبر وأما رعاية الترتيب فقد ذكرتا آن لله تعالى في أمثال هذه الامور حكما خفية لا اطلاع انا عليها فوجب التسليم والتصديق السؤال السادس هو فامعني الاحصاء في قوله من احصاها والجواب ان هذا لفظ يحتمل آربعة آوجه أحدها ان الاحصاء هنا بمعني العد يريد انه يعدها فيدعوا ريه بها لقوله سبحاته وتعالى (أحصى كل شيء عددا) واعترض أبو زيد البلخى على هذا الوجه فقال ان الله سبحانه وتعالى جعل استحقاق الجنة مشروطا ببذل النفس والمال قال (ان الله اشترى من
المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة) وقال في آية آخري (ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت هم جنات الفردوس نزلا) فالحجنة لاتستحق الا ببذل النفس والمال فكيف يجوز التوزبها بسبب إحصاء الفاظ يعدها الالسان عدا
صفحة ٦٠