فاستوى جعفر بن محمد قاعدا، ثم قال: سئل عنها - والله - رسول الله - صلى /40 الله عليه وآله وسلم - فقال: ((الله مولاي أولى بي من نفسي لا أمر لي معه، وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم لاأمر لهم معي؛ ومن كنت مولاه أولى به من نفسه لا أمر له معي فعلي مولاه أولى به من نفسه لا أمر له معه)).
وأخرج فيها أيضا حديث المناشدة، بسنده إلى عامر بن واثلة، وفيه: هل فيكم من أحد نصبه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للناس ولكم يوم غدير خم فقال: ((من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه)) غيري؟
قالوا: اللهم لا..إلخ.
[الرواة لنزول: {ياأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك }...الآية]
وأخرج صاحب جامع آل محمد صلوات الله عليهم فيه، عن الإمام
الحسن بن يحيى بن الحسين بن الإمام الأعظم زيد بن علي (ع) مالفظه: ثم دل على أن الإمام أمير المؤمنين وسيدهم، علي بن أبي طالب؛ فقال لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم : {ياأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس } [المائدة:67]، فلما نزل جبريل بهذه الآية، وأمر أن يبلغ ما أنزل إليه من ربه، أخذ بيد علي صلى الله عليه فأقامه، وأبان ولايته على كل مسلم.
[خطبة الغدير]
إلى قوله: وذلك في آخر عمره حين رجع من حجة الوداع، متوجها إلى المدينة، ونادى ((الصلاة جامعة)) ولم يقل: ((الصلاة جامعة)) في شيء من الفرائض، إلا يوم غدير خم؛ ثم قال: ((أيها الناس، ألست أولى بكم من أنفسكم؟)) يعيد ذلك ثلاثا يؤكد عليهم الطاعة ويزيدهم في شرح البيان.
قالوا: بلى.
قال: ((من كنت مولاه فعلي مولاه؛ اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله)).
فأوجب له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الطاعة ما أوجب لنفسه، وجعل عدوه عدوه، ووليه وليه، وجعله علما لولاية الله، يعرف به أولياء الله من أعدائه؛ فوجب لعلي على الناس ماوجب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الولاية والنصرة؛ فمن تولاه /41 وأطاعه فهو ولي الله، ومن عاداه فهو عدو الله.
صفحة ٤١