والصلاة والسلام على نبيه الأكبر، ورسوله الأطهر، سيد البشر، الخاتم لما سبق من أنباء النبوة، والفاتح لما انغلق من أخبار الرسالة، المأخوذ ميثاقه على جميع الأمم؛ رحمته للعالمين، وحجته البالغة على الأولين والآخرين، ختام النبيين، وإمام المرسلين، أبي القاسم، محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، وعلى أخيه ووصيه، وابن عمه ووليه ونجيه، وباب مدينة علمه، من يدور معه الحق والقرآن، المنزل منه تارة منزلة هارون من موسى (ع) وأخرى بمنزلة نفسه كما نطق به الفرقان، في آل عمران، ولي المؤمنين، بنص الكتاب المبين، ومولى المسلمين، بتبليغ خاتم المرسلين، من مهد الله بسيفه وعلمه قواعد الإسلام، وأورثه علم أنبيائه ورسله الكرام، أبي الأئمة الأطايب، والنجوم الثواقب، علي بن أبي طالب؛ وعلى آله عترته وورثته، خيرة الله من ذؤابة إسماعيل، وحملة حجته من سلالة إبراهيم الخليل، قرناء الكتاب، وأمناء رب الأرباب، وأمان أهل الأرض من /11 العذاب، مصابيح الظلم، ومفاتيح البهم، وينابيع الحكم، المشهود بعصمة جماعتهم، وحجية إجماعهم، بآي التطهير والمودة، والأمر بالطاعة والشهادة، والاصطفاء والاعتصام، وأحاديث التمسك والسفينة والأمان، وأخبار الكساء، ومالا يحاط به كثرة ، كتابا وسنة، وما أصدق قول قائلهم:
ولهم فضائل لست أحصي عدها .... من رام عد الشهب لم تتعدد
والقوم والقرآن فاعرف قدرهم .... ثقلان للثقلين نص محمد
اصطفاهم الله للقيام بالسنة والفرض، وإن رغمت أنوف أولي النصب والرفض، وارتضاهم لخلافة جدهم في الأرض، إلى يوم العرض، ولله قائلهم:
وما إن زال أولنا نبيا .... ولا ينفك آخرنا إماما
يصلي كل محتلم علينا .... إذا صلى ويتبعها السلاما
جعلنا الله ممن استمسك بالعروة الوثقى، واعتصم بالحبل المتين
الأقوى، واقتفى سوي مناهجهم، ومشى على سنن أدراجهم، وهو دينه القويم، وصراطه المستقيم، إنه هو السميع العليم؛ ورضوان الله على الصحابة الأبرار، من المهاجرين والأنصار، والتابعين لهم بإحسان، على مر الأزمان.
[تخريج أحاديث كون العترة حماة للدين وأحاديث الحث على الولاية]
هذا، وإن الله وله الحمد حرس معالم دينه بصفوة اختارهم، من حملة العلم، وخزنة الحكم، كما قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: فيما رواه الإمام الأعظم الزكي، أبو الحسين زيد بن علي بن الحسين بن علي، عن آبائه صلوات الله عليهم : ((يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين))، وهو مروي عند /12 المحدثين، وصححه أحمد بن حنبل.
صفحة ١٢