297

لوائح الأنوار السنية ولواقح الأفكار السنية

محقق

عبد الله بن محمد بن سليمان البصيري

الناشر

مكتبة الرشد للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٥ هـ - ١٩٩٤ م

مكان النشر

الرياض - المملكة العربية السعودية

تصانيف

إليه، قالوا إنه سبعة أشبار بشبر نفسه مماس للعرش بلا تفاوت وإرادته هي حركته لا عينه ولا غيره، وقالوا إنما يعلم الأشياء بعد كونها بعلم لا قديم ولا حادث وكلامه صفة له لا قديم ولا مخلوق (١) وهؤلاء كفار. وباللَّه التوفيق. وفرقة أخرى أثبتت ما أثبته السمع من نحو سميع بصير عليم قدير وامتنعت من إطلاق السمع والبصر والعلم والقدرة، وهم المعتزلة فيثبتون الأسماء دون الصفات. وفرقة أخرى أثبتت الصفات المعنوية من الحياة والقدرة والإرادة والسمع والبصر والعلم والكلام، وهم الأشاعرة، والماتريدية ومن نحا منحاهم من أهل السنة (٢) من أتباع الأربعة الأئمة وهؤلاء الصفاتية، ثم اختلفوا فيما ورد به السمع من لفظ اليد والعين والوجه ونحوها ففرفة أولتها وهم جمهور المتكلمين من الخلف. وفرقة أثبتت ما أثبته اللَّه تعالى ورسوله ﷺ من ذلك وأجروها على ظواهرها، ونفوا الكيفية والتشبية عنها قائلين: إن إثبات الباري ﷾، إنما هو إثبات وجود لا إثبات تحديد، وتكييف، فإذا قلنا يد ووجه وسمع وبصر، فإنما هي صفات أثبتها اللَّه تعالى لنفسه، فلا نقول إن معنى اليد القوة والنعمة، ولا معنى السمع والبصر العلم، ولا نقول إنها جوارح.

(١) انظر مقالاتهم في: مقالات الإسلاميين (١/ ١٠٦)، والفرق بين الفرق (ص ٦٥)؛ والملل والنحل (١/ ١٨٤ - ١٨٥). (٢) سبق بيان أن أهل السنة فرقة واحدة، وأنهم يثبتون جميع الصفات الثابتة للَّه على الوجه اللائق به سبحانه. راجع (١/ ١٤٢).

1 / 302