231

لوائح الأنوار السنية ولواقح الأفكار السنية

محقق

عبد الله بن محمد بن سليمان البصيري

الناشر

مكتبة الرشد للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٥ هـ - ١٩٩٤ م

مكان النشر

الرياض - المملكة العربية السعودية

تصانيف

وقال الإمام أحمد ﵁ تارة: منه القرآن أي من اللَّه خرج وهو المتكلم به وإليه يعود: أي يرتفع القرآن دفعة واحدة عن الناس وترتفع تلاوته وأحكامه. فيعود إلى اللَّه تعالى حقيقة نص عليه الإمام أحمد ﵁. ونص الإمام أحمد أيضًا ﵁ على أنه حروف وأصوات وسور وآيات فقال في رواية ابنه عبد اللَّه: تكلم اللَّه بصوت، وإنما تنفى هذا الجهمية، وإنما يدورون على التعطيل (١). وقال في رسالته إلى أهل نيسابور: من زعم أن حروف الهجاء مخلوقة فهو كافر لأنه سلك طريقًا إلى البدعة، قال: ومتى قال بذلك حكم بأن القرآن مخلوق (٢). قال شيخ الإسلام ابن تيمية قدس اللَّه روحه (٣): "إذا قيل إن حروف المعجم قديمة بمعنى النوع كان ذلك ممكنًا بخلاف ما إذا قيل إن عين اللفظ الذي نطق به زيد وعمرو قديم فإن هذا مكابرة للحس والمتكلم يسلم أن حروف المعجم كانت موجودة قبل وجوده بنوعها. وأما نفس الصوت المعين الذي قام به أو التقطيع أو التأليف المعين لذلك الصوت فيعلم أن عينه لم يكن موجودًا قبله قال: والمنقول عن الإمام أحمد ﵁ وغيره من الأئمة أهل السنة يطابق لهذا القول.

= قال البوصيرى في زوائد ابن ماجة (٤/ ١٩٤): إسناده صحيح رجاله ثقات. وصححه الحاكم في المستدرك ووافقه الذهبي. (١) انظر كتاب السنة لعبد اللَّه بن أحمد (١/ ٢٨٠ - ٢٨١)، والأصفهانية (ص ٣١)؛ وشرح الكوكب المنير (٢/ ٩٩ - ١٠٠)؛ وفتح الباري (١٣/ ٤٦٩). (٢) انظر مجموع الفتاوى (١٢/ ٨٥). (٣) المصدر السابق (١٢/ ١٥٨ - ١٥٩).

1 / 236