============================================================
لطائف الفن 142 تخرج عن مالك كله وحتى تطلق نساءك بتاتا وحتى تغير زيك، ففعلت ذلك فما ازدار قلبى إلا قسوة، فضاق صدرى وحرت فى أمرى ولم أطق أن أقيم بالهدية وقد ذهب ما كنت فيه من المال والجاه ولم أتعوض عن ذلك شيئا فى باطنى، فجئت إلى هنا قاصدا للحج، فقال الشيخ عبد الرازق: دعوا على غير بصيرة قاتلهم الله امكث عندنا.
فلما جاء أوان الحج أرله الشيغ سع بعض أهل الأكندرية فحج، ثم رجع إلى الشيخ بالأ كندرية فلما جاء اوان السفر إلى المغرب قال له الشيخ: اذهب إلى بلدتك فإذا وصلت اليها فان الناس يسمعون بك ويخرجون إلسيك مسرعين ويمرضون عليك الملابس والمراكب فخذ افضلها ملبسا وأحنهيا مركبا، وادخل إلى المهدية فما حمل إليك من الدنيا فاقبله، وسيعيد الله لك ما كان لك وأكثر منه وتجد زوجاتك قد طلقهن أزواجهن فراجعهن وتنال من العز والرفعة والغنى اكثر مما كنت فيه، فإذا تكمل لك ذلك كله فتح الله عينى قلبك، قال: فسافر الشيخ وأتى ساحل المهدية، فيمع أن فلانا أتى من المشرق وليس فى البلدة إلا من له عليه يد ومعروف فخرجوا يهرعون إليه بالملابس السنية والمراكب البهية، فلبس أفضلها ملبسا وركب أفضلها مركبا ودخل المهدية: فأهديت له الهدايا وحملت إليه التحف والأموال ووجد زوجاته وقد طلقهن أزواجهن وانقضت عدتهن فراجعهن فتكمل له جميع ما وعده الشيخ به فى ذلك اليوم، ثم فتح الله عينى قلبه، وتكلم يوما فى فضائل أبى بكر ي فقال: قال رسول الله ( ما فضلكم أبو بكر بصوم ولا صلاة ولكن بشىء وقرفى صدره فقال بعض الحاضرين: المراقبة، فقال الشيخ: هذا كلام فشور، من هو دون أبى بكر الصديق فى الرتبة إذا وجد المراقبة يستغفر الله منها كما يستغقر العاصى من المعصية وذلك أنه أضاف المراقية لنفيه كأنه يقول أنت الرقيب وأنا الرقيب، قال الله تعالى ( أبلة مع الله تعالى الله عما يشركون) (1).
وقال قي: يوصى بعض أصحابه لما عزم على الحج إذا وصلت إلى البيت فلا يكن همك البيت وليكن هبك رب البيت لا تكن ممن يعبد الأوثان والأصنام وقال قلي: من عرف الله لم يسكن إلى الله لأن فى السكون إلى الله ضربا من الأمن ولا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون، ومثل هذا ما قال الشيخ أبو الحسن علي قيل لى ألا تأمن مكرى فى شيء وإن أمنتك فإن علمى لا يحيط به محيط وهكذا كانوا وكان يقول: إن الولى فى فنائه لابد آن يبقى معه لطيفة علمية عليها يترتب (0 (النعل: 13)
صفحة ١٤٢